أيها الزمان
لا أحب العتاب ، ولا تكرار الماضي إن كان لا يجدي ولا يغري …
ولا أريد أن أعيبهُ فقد يكون العيب فينا ومنّا …..
ولا أحب أن أهجوه بغير ذنب أخاف أن ينطق فيهجونا…
كما قال الشاعر الشافعي في قصيدته:
نعيب زماننا والعيب فينا…. وما لزماننا عيب سوانا
حقا أن العتاب مريرٌ ان لم يصفِّ القلوب، ويحسّن النفوس ، وليكن عتابي لوناً من ألوانه مع إصراري أن يصغي لي برغبة الاصغاء وبحسن الحكم والآداء…
حِقبة من الزمن وأنا أجمع أغصان الأشجار اليابسة علّني أبني عشاً أدعه في وطني الحبيب. منتظراً عودتي من غربة طويلة حملت بين أضلاعها كل أنواع المتاعب الغريبة… وما أصعب البناء أمام سهولة الهدم والدّمار.
في صبيحة أحد الأيام جاءني هاتفاً مفاجئاً من صديقتي الغالية (منى):
تحيّيني … وتلاطفني بعبارات قد تخفي وراءها خبراً ما كنت أنتظره !
خيراً… يا صديقتي .. طاب صباحك يا منى … أوضحي … القلق بالغربة خبزنا والحيرة طبعنا فلا تترددي قولي ما تريدين…
عجباً … قلب المؤمن دليله… بيتك في الحي القديم (الميدان) أصابه ما أصاب الحي من دمار …. وهُدم… أرجوكِ لا تحزني طالما أنتم بخير…
المال يعود والحمدلله أسرتك وأهلك بخير…
غصةُ قهرٍ لا أستطيع ترجمتها… ودمعة رغرغت بين الأجفان .. تمالكت وقلت لها: للزمن فعله… وللطبيعة فعلها كعاصفة قوية مدمرة مثلاً أو كزلزال أراد أن ينفس عن صدره وهو في باطن الأرض…فبعث ناره .
إلا أن ما يحزنني هو: فعل الإنسان القاسي والمدمر بقوته التي لا يستطيع المرء أن يتصورها؟!…
الإنسان في حقده معكِّرٌ … الإنسان في حسده مكسِّرٌ… الإنسان في غيرته مبذِّرٌ… وفي سلاحه مدمِّرٌ… والذي يجعلني أتساءل دائماً،،،،
ألم نُفطر على الخير؟! ألم نُمنح ضميراً يعيد جميع أعمالنا وأفكارنا السامة إلى منحى الخير؟! ألم نكن أصحاب دينٍ نسير وفقه بكل صدقٍ ووفاءٍ ومحبَّة ؟! خاصة أن جميع الأديان تدعو للخير… لحب الإنسان … وللإنسانية جمعاء وبكل جوانبها الحسنة … ولا شك عندي أننا نخزن الخير والحب والسعادة وما علينا إلا أن نمنحها للآخرين بكل سخاء وعطاء وود…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي