سراب /هيفاء محمود السعدي
ما ضرَّ قلبي لو تُطيلُ عذابَهْ
فلقد عهدتُكَ في هواهُ سرابَهْ
وأنا التي من فيضِ أشواقي بهِ
نبعٌ يهيلُ ولا أُغادرُ بابَهْ
وعلى مدى ما مرَّ من عمر الهوى
رحلَ النصيفُ وما رجوتُ إيابَهْ
لم تُنصفِ الأيامُ في سلسالِها
عطشي بها وحكايتي وشرابَهْ
ظمأى وما زال السرابُ حقيقتي
حينَ اقتربتَ وجدتَ فيهِ غيابه
أنا كلُّ معنى ليس فيما ينبغي
للناظرينَ وما سددتُ كتابَهْ
والشعرُ يشهدُ أنني لا أنثني
للعابرينَ فكم مددتُ رحابَهْ
أنا غيمةٌ تلدُ الربابَ بنثِّها
وثرايَ يُروى إن قدحتُ سحابَهْ
وأقدُّ شعري باشتعالِ قريحتي
نارا إذا أوريتُ فيهِ ثَقابَهْ
وودقتُ أرديةَ السحابِ بما همى
معنايَ إذ يحلو طعمتُ مُذابَهْ
هيْ سكرةٌ بالشعرِ في ليلِ الهوى
لا تنبغي إلا هتكتُ حِجابَهْ
وبنغمةِ الوترِ الحزينِ وجدتُني
عزفا يئنُّ لمن أضاعَ ربابَه
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي