أنتصفُ….
أنتصفُ
كعمر هزيل غرق بالحزن
وبقي صامتًاً لا يعلم أين تبخرّت أيّامه
أنتصفُ
كليل زاره الصقيع
وبقي وحده
لا يحلم بقمر يبزغ من الفجر
ولا بشفق يطلّ من وراء جبال عالية ..
كلّني ينتصف
في رحمي يخبو إعصار
في قلبي شارع مهجور تتأرجح فيه الرياح
وفي روحي ظمأ يضمني بكفيه
يتوسّد عتمتي
يسكن حناجري
وسكون صارخ
يتجمّل في مفاصلي
كأنّه غريب
أيقن أنّ الانهزام
لا اصابع له …
أنتصف
وتتوجّع فيّ أعمدتي
تتزعزع أمطاري
تنوح مصابيحي
ولا أجد نوماً يحرس انتصافي
او حلماً يضمني بنسيم عليل …
أينه؟
اين ذاك الهواء الذّي يتقلّب بين أنفاسي زفيراً
أين تلك الرؤية التي تعصف في عينيّ انبهاراً
أين تلك العصافير التي ترحب بالربيع احتفالاً
لماذا يكتسحني
هذا التشرّد و يتجوّل فيّ
كأنني مدينة للضباب …
عدّ أيها السائح الغريب القريب
بعلبة ألوانك
فكفك دموعي
واحتضنني
معك يموت الاحتضار..
نجوى الشدياق حريق
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي