الجنوبيّات من أصابعهنَّ يقطر الشرف
صانعات الخير والسائرات بالأجيال على دروب الهدى
كتبت مهى جعفر
قبل أن تدخلي بوّابة الجنوب، هذا لو قُدِّرَ لكِ شرفٌ مثيلٌ، اِخلعي نعليكِ، ثمّ اسْجدي على الأرضِ وقبّلي تُرابًا داسته أقدام الجنوبيّات، علَّكِ تتعمّدين ببقايا طهر عرقهنَّ …
هُنَّ الكاتبات الشاعرات، وأولهنَّ زينب فوّاز (من تبنين، قرية الرئيس الذي يرسي أسس العيش المشترك في لبنان) وهي أوّل من أرست حقوق المرأة في العالم، ووضعت لكتابة القصّة أسُسًا…
هنّ من أنجبن أنجب الرّجال الّذين حموْكِ من أن تكوني سبيّةً لداعش، أو عاهرةً في ماخورٍ صهيونيٍّ نجس…
هنّ سهى بشارة، وإنصاف كوراني، وزهرة الحرّ….
هنّ اللّواتي ما بِعنَ شرفهنَّ لمعتدٍ أو غازٍ، راميات الزيت المغليّ على العدوّ…قاطعات حبل الولادة السريّ بحجرِ صوّانٍ في حقول التبغ، مرضعات الأبطال واهمّهم “سيّدٌ” رفع كرامة لبنان بين الأمم وبتنا غالبين بعد أن تآكلت الانهزاميّة قلوب أمثالك ممّن تقتلهم الدّونيّة وتغلبهم التفاهة فيقيسون أصول غيرهم على ما عهِدوا في أنفسِهم من صفات!
ثمّ أما وضّح لك علم الأنتربولوجيا ودراسة الأثنيّات أنّ “زرقاء اليمامة العربيّة” كانت زرقاء العينين بيضاء البشرة؟
أم أنّ نقصك في تقدير نفسك الذي يجعلك تستشقرين جعلك تحقدين على جميلات الجنوب بأكملهن؟
الجنوبيّات هنّ حاملات رايات العلم في الخارج، هنّ المتفوّقات على جامعات أوروبا وأمريكا، حاصدات الأرقام والمراتب الأولى في الطبّ والهندسة والرياضة والفنّ…هنّ قديساتٌ في الكنائس ورافعات شعار الحسين في محافل الدين والتقوى…صانعات الخير والسائرات بالأجيال على دروب الهدى…
فلا تغرَّنّكِ النفس التافهة التائهة الّتي تحملين، أنّكِ قد تبنين عزّةً ورفعةً ودعايةً لنفسك بإهانتهنّ….
الجنوبيّات، من أصابعهنَّ يقطر الشرف، وجمالهنّ وجمال أولادهنّ ببياض بشرةٍ أو سمارها…إنّما هو تاج عزّ من الله حباهنّ به لأنّه رفعهنّ وميّزهنّ عن أمثالك من “الغابرين”…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي