للحياة عطاء
إذا نظرنا للسماء نجدها تمطر ولاتطلب أجراً والأرض تنبت ولاتبغي ثمناً والشمس تشرق بالقها المعطاء ولاتطلب يوماً للراحة أو تعتذر يوماً عن عدم الشروق لأجل من يحدث كل هذا؟ لأجل من يفجر الوجود طاقاته ويتبارى في عطاءاته لا تحتاج الاجابة لبعيد نظر فكل تلك العطاءات التي يفيض بها الوجود هي من أجل الإنسان فهل يتعلم الإنسان العطاء مما حوله من مظاهر الطبيعه إن الإنسان الذي لا يعطى يصبح خارج منظومة الوجود وعنصر شاذاً في مكوناته لاشك إن هناك بعض مظاهر العطاء التي ينجبها الإنسان تستحق أن ترسو عندها الإشادة هاهي الأم تضحي براحتها بل قد تضحي بحياتها في سبيل أبنائها ولا تبالي بما تلاقي من تعب وسهاد بل تستلذ بأن تعطي وكأنها خلقت لتدمن العطاء مما يدل على أن الإنسان يملك أن يعطي وان يرفع في مستوى عطاءاته إلى ذرى بعيده وكم أناس ضحوا في سبيل أفكار ومبادئ وعقائد منحوها اخضرار أرواحهم وظلوا على إصرارهم حتى تفتحت أحلامهم وعطرت جسد التاريخ ومازالت خطاهم قدوة للأجيال القادمة
ينبغي أن نربي أبناءنا على مبادئ العطاء والايثار حتى يتحول العطاء إلى عادة لديهم فكما نربي الابدان ينبغي أن نربي فيهم الاحسان وان نعلمهم أنهم عندما يحسنون إلى غيرهم فاءنهم يحسنون إلى أنفسهم فالعطاء هو الحقل الذي يزرع فيه المرء نقاءه الإنساني فيقطف البهجة والحب ويرتقى المجتمع في ذوقه وأخلاقه.
محمد صالح العشبي
اليمن
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي