“وطلعت الشمس”
“طلعت الشمس” وهلّ نورها البارد ليعانق أنفاسنا في الشرق ليوم جديد، لموعد مع الحلم دون أجراس الكنائس وتكبيرات المآذن، دون مواويل الفراق والحنين، دون البراويز السوداء للعيون البريئة.
تأوهت الشمس من سباتها، عاتبتنا بدلالها، فقد نسينا إيقاظها من ركام الغيوم الرمادية، من سباتها في دهاليز معرفتنا بالغيب… أنشدت حريتها من طوق الأشواك الذي زنر شدوها عند تهاليل الصباح.
هناك في التلال المنسية وفي جرف دمار الزلزال، وردة جورية حمراء تناجي خصوبة حرارتها “حرريني من ضجيج الصخور الرمادية، أنقذي شذى طفولتي المنسية في حناجر الغاصبين، إقبضي بزهو نورك على اللص، لقد سرق دميتي وترغلة أخي في المهد… خلصيني من عذابٍ طال أمده إثنتي عشرة سنة وأكثر، وأرخى بظله الأسود فوق جدران داري الأبية.. دعيني أمسك بشعاع واحد فقط، ينير ليلي المظلم، أنا لا أعرف البكاء على الأطلال، أنهض من كبوتي وأستمر في الحياة تاريخي،
زادي وقوتي، عاشقة للعمل”حيّ على الفلاح، حي على خير العمل” ما إعتدت أن يقتات فمي إلا من نار حطبي.
“طلعت الشمس وبان المرج”. هرج ومرج وقمصان برتقالية، أنامل سمراء كلون التراب تمتد لغوث لهفتي، للثم كل الدماء فوق جراحي…هي أيضاً تحاكي لغتي، كل وهني، هامتها مزنرة بتاج الغار تواسي غربتي عن ضمير مات في غربته عن هويته.
نظرت إلى عينيه، وكفه الناعم يمسح دمعة كل غضبه بغصة طفل وببريق أمل دفن تحت التراب، وصهيل الفرس في البوادي الغابرة تناجي الشمس ورحمتها“ أناديكم، أشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم”.
وراء الغيوم العابرة بين حدود واحدة جنوباً وشمالاً وتراب جبلت جبهتهم بنفس الآه والوجع… كيف نفرق الأخ عن أخته كيف لنفس الألم أن يتجزأ، صدحت الشمس وقالت من أناملها المحترقة” يا صوتي ضلك طاير، زوبع بهالضماير، خبرهن عللي صاير، بلكي بيوعى الضمير. “
سمر دوغان
السيرة الذاتية والأدبية للقاصة السورية وفاء الخطيب
الاسم : وفاء الخطيب – wafaa alkhatb الجنسية : سورية مكان الولادة : محافظة السويداء swaida تاريخ الولادة : 26-02-1959...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي