حبيبي الهاربُ من العتمةِ
ألملمُ الذِّكريات من أطرافِ ثوبِ اللّيلِ
أشربُ فِنجانَ القهوةِ المختلطَ بالأنّاتِ
طيفٌ في خطوطِ الفنجانِ
يبحثُ عنّي في سواد العتمةِ
أفتحُ عينيَّ على وشوشاتِ عطريْنِ
عطرُ طيفٍ يناجي رائحةَ الهالِ
وعطرُ قصائدَ يختالُ أمامي
والشَّوقُ يترنِّمُ حلمًا يراقصُ العِطرينِ
حلمٌ فيه الفجرُ يلامسُ الجبينَ
بأنامله الورديَّةٍ
نحتسي القهوةَ شَهداً
ومن فنجانينِ تفيضُ حلاوةُ الحسّ
يتغلغلُ في الحلم دخانُ سيجارتِه
يلفني بطوقٍ حلزوني لا ينتهي
وحين يدق الناقوسُ
والحلمُ يمتطي جوادَه
أصحو
على المنضدة فنجانا قهوةٍ باردةٍ
ودخانٌ متصاعد خلّفه الوهم
يا لَغشاوته التي خطفتْكَ منّي
وبكلِّ وقاحةٍ حاصرتني
بنكبةِ الفقد؟!
تركَتْ خلفَها
نزفَ دماءٍ خَضَّبَ الرّؤيةَ
وأنينًا لنايٍ ينفثُ بِلا شفاهٍ
وينقرُ على الثُّقوبِ
بِلا أصابعَ.
سامية خليفة/ لبنان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي