كنا نقف وراء سياج الحديد في شرفة البيت، ننتظر بفارغ الصبر أن نلمح قطعة من ثيابه لنصرخ قائلين: ” اجا بابا اجا بابا”
نتسارع متراكضين على الدرج لنصل إليه، وكأننا نبرهن له أن من يصل أولاً فهو يحبه أكثر..
نعطي قبلة ليده مع عبارة “الحمد لله عالسلامة الحمد لله عالسلامة” نعيدها مرتين كأن مرة واحدة لاتكفي
ونبدأ لنتعارك أمامه بحجة حمل بعض الأكياس عنه وبالرغم من أنه كثيراً من الأحيان كنت أجدها ثقيلة لدرجة أني إذا حملتها في اليمين مال جسدي النحيل معها نحو اليمين.. كنت أستغرب قوة أبي في حمل كل هذه الأكياس !!
لربما راود أحدنا الندم -ولبرهة- في حملها، ليسعفنا أبي بعبارته قائلا: “الله يرضى عليكن”..
كانت هذه العبارة كافية لتطيب ألم يدنا الصغيرة واحمرارها..
منذ سنين عندما أتذكر هذه التفاصيل الصغيرة كانت عيناي تدمع أما الآن فأنا أبتسم وكأن المشهد أمامي أراه.. لربما السبب أنه كبرنا فكبر القلب معنا
ملاحظة: أنا سعيدة جداً وأنا أكتب ذلك، لذا لا أود أن ينقلب ما كتبته لعزاء ♡
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي