عندما تصغي الأنا المبدعة إلى إيقاعات الروح…
هكذا تنزاح الفنانة هادية بوخروبة بالمفردات التشكيلية….
قراءة الأستاذ والناقد حمادي الحلاوي
عندما تصغي الأنا المبدعة إلى إيقاعات الروح معزوفة فرح أو مغنى مواجع.. وتحولها بالقلم أو بالفرشاة ترجمان شوق وتوق إلى أحلام… حروفا وأشكالا وألوانا.. مرايا تتصادى على واجهاتها اللوحات والأغاني وأناشيد المهجة وأشواق الأذواق الرقيقة.
عندها.. تعطف القلوب على نصوص الإبداع ودفق الفن.. فتصغي لها، تتفهم تتناول تتذوق فتنفتح نوافذ الحكم وبوّابات التقويم تردفها آيات عرفان بالجميل الفني.
إنّ ارتسام عجب أو اقتناع معرفة وبرهان بأبجديات الإبداع وضوابط إنشاء الجمال وصناعة الفن…
ذاك ما تراءى ممّا جاد به إنصاف فعاليات نقد ومهرجانات فن على المبدعة كتابة يراع يتعشق الكلمة… وفرشاة تسافر مع رياح التشكيل الجمالي أنى مالت تكعيبا أو غرائبية سريالية أو مساحات من رومانسيات مواجد حالمة…. الفنانة هادية بوخروبة …الموسومة كنية ب “Artista Hedia” على صفحات الأزرق . ..
عندما يأتي الاحتفاء بها تكريما بمهرجانات الفن بمعاقل الفنون قاهرة الأدب منارة الإبداع فلا يمكن إلا التثمين… والتنوية بمن رأى وتفهم مياسم الإبداع فطرب وأنصف… وأجاز.. من دفق غمغمات الروح.. وراء ستائر الغيوم الحاضنة للحلم يجلي هواجس المهجة ويترجم الأشواق تنصرف مواهب الفنانة بصيغة المثنى إلى الفرشاة تقد بها سنفونيات إذ تحول الغائم بالروح وما ران على النفس من رواسب الواقع المأزوم إلى مفردات منسجمة ركبتها الأنا المنشئة بضوابط الفن التشكيلي ومعاييره بالتأكيد ولكن بطابع إبداعي يمنح من العام ويدبجه برؤى الذات مواهب ومواجد ليخرج من جلباب الإتباع…
هو الانزياح بالمفردات التشكيلية قدر المستطاع إلى تخوم إبداعية تستوعب إيقاعات الذات… فيكون المنجز الفني من معدن خاص حاملا لطابع الذات إبداعا من غير المعدن وبه والشيء من غير معدنه خرقا للمألوف أغرب وكلّما كان أغرب كان أبدع وكلّما كان أبدع كان أجمل… هي تجربة فنّانة تنكتب بكيمياء الروح ويراع الموهبة حسّا جماليّا بالعالم والأشياء توقا إلى الأسمى والأبهى… تجربة تتلقّاها العين البصيرة والأذواق الشفيفة فتمنحها أوسمة الإعجاب وأطواق الإحتفاء…. وقد وجدت منها لذيذ الطرب والفرح..
بوّابات نقد وتقويم لاحت لها آيات فن مبدع فأنصفت المنجز… فهنيئا للفنانة إذ تلقى عرائس المرايا التي تصوغ أصداء هنا وخاصة هناك…. مزيدا من التألق بحثا عن مسالك إبداعية بطعوم الجميل النافع إسهاما في تحريك السواكن والتشويق إلى التذوّق والاستقراء…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي