التردد
إنها صديقة العمر ، وكل ما لديها من صفات تغري الصداقة لاستمرارها …
- منذ عشر سنوات تلازمني في جميع رحلاتي، ولها كل الودّ والمحبة …
ففي سهراتنا الوديعة والشائقة نتبادل الآراء، والأحاديث المتنوعة والمتجانسة والمفيدة …
أحياناً، نتفق أن نستيقظ في الساعة السابعة صباحاً ، لذلك أكون فوق سريرها في هذا الوقت تماماً ، فتفتح عينيها وجملة ” صباح الخير ” تسبق نهوضها من السرير، والذي يلفت نظري، بطء الحركة … والجمل التي ترددها، أأنهض الآن أم بعد قليل؟ أأستعمل الماء البارد أم الساخن لغسيل وجهي ؟؟ …
أتشربين الشاي أم القهوة يا صديقتي … فبعد حراك طويل بين القبول والرفض، تحمل قوامها إلى باب الدار، لتخرج إلى عملها.
تفتح الباب، تتأمّل المناخ جيداً …. فإن أبصرت غيمة واحدة …
تقرر أن لّا تخرج دون مظلّة تحميها من المطر … ثم تراجع حساباتها، فتعود الى البيت قائلة: ما أظنّها تمطر اليوم . - وجميل أن يفكر الإنسان قبل أن يقوم بأي عمل يريد فعله، ورائع ألّا يتّخذ قراراً سريعاً دون تمعُّن بجوانبه ِ …
ولكن بين الأخذ والرّد قد تضيع النتائج الإيجابية … وثم مضيعة للوقت …. والخوف ، و شدّة الحذر يوقعان المرء بوديان التردّد …
ترى من أين ينبع التردّد ؟؟ - وهل عدم اليقين يلعب دوراً هامًّا في اتخاذ قرار ما، وربما هناك عوامل خارجة عن سيطرة المرء أو تغيرات غير متوقعة في الظروف التي تزيد من عدم اليقين وتسهم في التردّد .
- الخوف من اتخاذ القرارات الخطأ ….
- وثم نقص المعلومات لدى المرء …
- التأثر بالخيارات المتاحة …
- الاختلافات الشخصية …
كل هذه العناصر تشكل قلقاً لدى المرء … وعندها لا بد من التوازن بين العقل والقلب …
كل العذر لك يا صديقتي … فإذا ضممت أفكارنا لنستفيد معاً فما علينا إلا أن نزيل الشكوك ونتخلص من الخوف وأن نحدد أهدافنا وأن الحياة مكسب وخسارة فالزرّاع عندما يبذر الحبوب لزراعتها لا يدري كم حبه ستكون؟ ثم فمن سيأكل منها … وزرع الخير خير – والتوكّل على الله، يزيد الثقة بالنفس ويحث على المسؤولية، مع مراعاة الزمان و المكان لاتخاذ القرار.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي