سكنَ الليلُ
سَكَنَ الليلُ وَأعياني الضَنى
وَفؤادي مثلُ نارِ المَوقِـدِ
وَمنَ الشَوقِ نَسيتُ الوَسَنا
وَبطُولِ البُعدِ قد ماتَ غَدي
رَغمَ وَجْدي واحتراقي في النوى
ياملاكي مافَقَدتُ الأمَـلا
أذكُرُ الوَصْـلَ وأيّامَ الهَوى
حينما أسمَعُ منكَ الغَزَلا
إنْ أمُتْ عِشْقاً وإنْ قلبي ذَوى
لستُ أرضى عن غَرامي بَدَلا
وَبقلبِ النَجْمِ مابينَ السَنا
تَحْلُمُ الرُوحُ بأحلى مَوعِـدِ
فأرى طَيفَكَ منّي قد دَنا
وَبلا وَعْيٍ تُحيّيهِ يَدي
أرتجي وَصْفَ حَنيني إنّما
كُلّما حاولتُ يَبكي قَلَمي
هَبْ لرُوحي الصَبْرَ ياربَّ السَما
من تَباريحِ الأسى وَالألَمِ
فوقَ خَدّي دَمعُ عيني إنْ هَمى
زادَ ناراً مِن كَـلامِ اللُّوَمِ
ليتَ بينَ النَجْمِ نبني مَسْكَنا
حيثُ ننأى عن عُيونِ الحُسَّدِ
لمْ يَعُدْ كَتْمُ هَوانا مُمْكِنا
فأنا أحْيا بقلبٍ مُجْهَدِ
تَعصفُ الريحُ بأوراقِ الشَجَرْ
ومنَ الشبّاكِ أرنو للمَطَرْ
وعُيوني هَدّها طُولُ السَهَرْ
قلْ متى ألقاكَ ياسحْرَ القَمَرْ
فأنا قلبي تشظّى وانكَسَرْ
دَهشتي أنتَ ولي أنتَ المُنى
يا أريجَ الزَهْرِ في الفَجْرِ النَدي
وَكأنّ الحُبَّ فيما بيننا
مُنذُ أنْ جئنا بيومِ المَولِدِ
لهَوانا قِصّـةٌ لاتنتهي
وَسَتبقى بَعدَنا طُولَ المَدى
حيثُ سرْنا لِخُلودٍ يزدهي
بزُهُورٍ سُقِيَتْ قطْرَ النَدى
فالهَوى أحلى منَ الشَهْدِ الشَهِي
وبلَحْنِ الشَوقِ قلبي قد شَدا
ياملاكي هلْ تُرى أنتَ أنا
حيثُ أنتَ الروحُ حَلّتْ جَسَدي
كلُّ شيءٍ سوفَ يَمضي للفَنا
وهَوانا خالِدٌ للأبَـدِ…
ليلاس زرزور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي