الغيرة
وددتُ أن أفترش بساطي الأخضر على الأرض، لأستقبل عليه أصدقائي، رفاقي، زملائي بأريحيّة الصداقة والمحبة، لذلك نثرتُ ورودي لأجمع أحاسيسهم، وأفكارهم ومحبتهم…
والغريب وليس بغريب أن تجمع الكل بنفس المشاعر والأحاسيس… خاصّة إذا أحدهم قد ارتدى ثوب الغيرة… عندها سأقف عاجزة عن تفسير أسبابها ودوافعها… إلا أنني أعود لذاتي قائلة:” تقبلي الآخرين كما هم.” فإن كانت الغيرة لحماية الحق فلتكن…
لقد قال الراغب الأصفهاني ( الغيرة ثوران الغضب، حماية على أكرم الحرم وأكثر ما تُراعى في النساء.)
الذي يجعلني أتفحّص جوانب الغيرة هو احتواؤها على مفارقات يصعب ترجمتها، اكونها داخلة في النسيج الواقي للحب الحقيقي، والمرأة كائن غيور بطبيعتها …
إن في الحب الزائف، أي حب التملك، يخاف الإنسان من فقد الطرف الثاني، أي الغيرة ليست مرتبطة بالحب دائماً، إنما هناك غيرة بدون حب. تُرى ماذا نصنّف غيرة الرجل؟؟ أهي نخوة؟! إندفاع؟! (غيرة ودّية) وهذه الغيرة قد تدفع المرء لثورة تنتابه…
في الإسلام حكم خاص في الغيرة فإنْ كانت ممدوحة يحبها الله… وإن كانت مذمومة، يكرهها الله، والأخيرة تكون من ضعف الإيمان، ووسوسة الشيطان…
للغيرة نوعان :
1- غيرة طبيعية رومانسيّة
2- غيرة غير طبيعيّة…
وحقاً أن الغيرة بأنواعها قد تسبب خلافات زوجيّة، والذي يثيرها أكثر الخيانة الزوجية أو الخيانة العاطفيّة… وكذلك قد تقع الغيرة في العمل (غيرة القوة) كغياب فرصة الترقّي، ومعدّلات الرواتب وغيرها…
ثم غيرة الأصدقاء، وهي غيرة المراهقة، كذلك غيرة الطفل منذ صغره إذا وجد أمه تحمل طفلاً بحنيّة غيره… لذلك، فالغيرة غير الطبيعيّة لها صفات منها:
1- الشعور بعدم الأمان
2- عدم النضج
3- وجود مرض الهوس (شيزوفرينيا).
وهذه الغيرة مختلفة من شخص لآخر… لكن لا ننكر أنّ الغيرة الطبيعيّة لها بعض الحسنات كتقوية المشاعر / تجدّد الحب – بشرط الّا يتخللها الحسد وتبقى الغيرة محصورة بما تحثّه على الأمور الدينيّة والوطنيّة…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي