يا قَلبُ
هل ضَاقتْ بِكَ الأَحْلامُ أمْ مِنْ أَلَمِي
أم أنّكَ تَعلّمتَ الصَّمتَ مِنْ عَدَمي ؟
أتَحزنُ يا قلبُ أمْ تَنبِضُ مِن خَوفِ أنْ يأتي الرَحيلُ ولا يَرِدُ معَ اسمي؟
كم تصرخُ آهاتُكَ بأصداءِ صدري
ولهيبُ تَركِ الأماكنِ يزيدُ مِن هَمّي
ولو أنّ كلماتي تَتردّدُ داخِلَ صَوتي
لَسمِعَ القارئُ أنِينَها يَصْدُرُ مِن دَمي
تَصرخُ مِن نَبراتي حُروفُ نَبضِها
وذِكرى فِراقِ الأحبابِ أَرَّقَ حُلمي
حتّى شَيَّدْتُ داخلَ الصّمتِ قوقَعتي
وأسْكَنتُ فيها الآلامَ لِتُغطّي رَسْمي
فتَمَرّدَ صَمتي والرّوحُ تَنْعي فِراقَها
وكانت سَكَني وميلادي ودواءَ غَمّي
وهل يُبنى وَطنٌ في غُربةٍ مِن عَدَمٍ؟
فأينَ وَطنُ سنيني وأينَ لقاءُ الغُرباءِ
والطّيرُ هَجرَ سَمائي وخَطفَ عَلمي
أصرخُ ويَعلو صَوتي فيَتشتَّتُ النِّداءُ
والغُربةُ تَطبَعُ هُوّيتي وتَرسِمُ وَشْمي
وأصداءُ قلبي تَترَدّدُ بِصَمتِ روحي
وتُردّدُ باسمِها :
شيرينُ مَلَكتْ جِسمي
نَبكي مِن ذِكرى عَشِقناها وعِشْناها
بنضالٍ يَزرعُ الأرضَ ويُعَطِّرُ فمي
ويَجمعُ أهلي وسُكّانَ الحيَّ وزائِريهِ
والعصافيرُ والأشجارُ تَعْلو في شَمَمٍ
وأصدقائي يصرخونَ باسْمِها وتُنادى
ونَفسي تَذوبُ والغُربةُ تَزيدُ سُقْمي
وتُلاحِقُني لِأَصِلَ إلى مَوطِنِ تُرابٍ
فيهِ مَوتٌ يَتقَطّرُ بِطَرفِ سِنِّ قلَمي
فَيسلِبُ منّي ما تبقَّى لي مِن عمرٍ
وغُربَتي تَلْتفُّ حَولي لِكي تُتابِعَني
وتَرشُقَني برِماحٍ تكسِرُ سَهْمي
ويُمْسِي الفؤادُ في وَحدةٍ فأُعانِي مِنْ قَسوَةِ الفِراقِ وتَمَزُّقي مِنْ يُتْمِي
__
هتاف عريقات
رحاب هاني /صمت
اعدو وراء الصمت، اتعثر بظله .عجباً به كيف يختفي!كيف يلتحف ضباب الأحلام و يستقي من رذاذ الأوهام؟خانتني الرؤية من جديد...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي