جيوب الخوف…للقاصة المغربية الاستاذه سعيدة لقراري…
غلاف جميل وعنوان أجمل ونصوص ماتعة …
نفهم من العنوان بأن الكتاب تدور محاوره حول الخوف..
فهل للخوف جيوب؟
الجواب في نصوص محكمة السرد ببلاغة مثقلة بالصور المجازية والتشبيه والصور الجميلة والماتعة ..
وضعتنا الكاتبة امام نصوص القاسم المشترك فيما بينها هو الخوف . فالخوف في قاموس الحياة مطلوب ولكن الى حدّ ما لنحسب خطواتنا جيدا قبل المسير…
ابتداتها بجائحة كورونا الفزع الأكبر والحجر الصحي الذي تولد عنه، فقرّب الناس حدّ التنافر على حدّ قولها وجعل من البيوت وكأنها مأوى للحيوانات كما وصفتها فصوت الجار عواء وصوت زوجته مواء…وكذلك الجدران الكرتونية اصبحت وكأنها محطة فضائية تنقل لنا الاسرار دون عناء البحث عنها…
وكما كانت الجائحة فزع لبني البشر فهي بالمقابل كانت فسحة حرية للكائنات الأخرى وللطبيعة والكتاب الذي خرج من سجن الرفوف إلى حرية الغرف ..
فالخوف والقلق من هذا المجهول انهكا جسدها
لتقع مغميا عليها في وسط الساحةدون مرض ولكنها لم تسلم منه لتعود وتصاب به وتصف لنا حالة المريض وهو ينتظر ويترقب النتيجة وتأتي إيجابية.. فإن اردت الحياة عليك بالمقاومة بسيفك لا بسيف غيرك واستشهدت بقول لنزار قباني الشاعر السوري الكبير رحمه الله .”فلا أحد بسيف سواه ينتصر “
ففي نافذة الإغاثة تطرقت الى عدم المساواة بين الناس فهناك الفقير الذي ينتظر على زاوية الطريق من لن يأتي لينتفع منه وأصحاب السيارات الفارهة و حالة الازدحام الخانقة في الاتوبيس التي يجبر عليها أصحاب الدخل المحدود ..وفي مسألة وقت تصف خوف الرجل من الموت الوشيك وخوفه من القبر ليوصي بحرق جثته ونثر رمادها في الهواء الطلق
وكأنها تريد أن توصل لنا فكرة قلة الاوفياء والمخلصين في هذا الزمن سوى هؤلاء الأقربون الأقربون . . ومن ثم تتطرق إلى الوحدة التي يعاني منها الرجل الذي فقد زوجته وهو يفرغ شوقه لها على مسمع قطته فالذاكرة ملعونة تضعنا امام جراحاتنا وتلتقط ما يصعب على كاميرا التصوير التقاطه …
الى حالة العمل الكثير التي يعاني منها كثيرون كالمراة المطلقة التي شبهتها بالرحى وآلام التي أقنعت نفسها ان ما هي به قضاء وقدر وانتحار أحمد الغامض ،لتستعيد ظلها وتخرج من دائرة الخوف وتعود بنا إلى الطفولة والى ابنة الاربع سنوات التي تتجرأ وتتسلل وتختبئ
تحت مقعد السيارة رغبة منها في الذهاب في رحلة مع جارتها الى خوف الفتاة ذات السابعة من عمرها من عبور الوادي الناشف لما يحفه من مخاطر وكذلك الأخرى التي نجت من انفجار المحطة والخوف الذي تملكها ..
وبحس فكاهي شبهت لنا الفوريان بالمقبرة حيث يتساوى فيه السيارات كما تتساوى البشر في المقبرة لا غني ولا فقير……لتعود الى الكتابة وتتمنى ان تكون يدا مقطوعة لتكتب فقط ..فهي تجد حريتها في الكتابة وتفرغ ما بداخلها دون قيود او ان تكون اشجارا لغابات احد فبالكتابة تقوم بتدوير الحواس فتصبح للمدفأة مدخنتها وللقارب شراعه وتقف كذلك على يديها وترى العالم بالمقلوب…لتقول لنا ان الكتابة حرية ومتنفس …
اتمنى للاستاذة سعيدة لقراري دوام التألق والإبداع والتميز وترف الفكر و العطاء..
أرقى تحياتي …ليلى بيز المشغرية
السيرة الذاتية والأدبية للقاصة السورية وفاء الخطيب
الاسم : وفاء الخطيب – wafaa alkhatb الجنسية : سورية مكان الولادة : محافظة السويداء swaida تاريخ الولادة : 26-02-1959...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي