في المنتصف..
عبير محيش
بعد منتصف اللّيل، تطرق قطرات المطر على نافذة غرفتي.. وكأنها تقول: “هيّا استيقظي..!”
أقف أمام النافذة لا صوت، لا حركة، السّماء ترعد وتصخب فتتذكّر الغيمة وجعها فتبكي..
كلّ ما حولي يعاتبني.. أوراقي المبعثرة.. أقلام الرّسم.. كوب القهوة الذي تركته في منتصفه دون أن ينتهي.. حاسوبي الذي لم أطفئُه.. ذلك النص الذي بقي في المنتصف.. الفوضى التي قمت بها نتيجة عدم رغبتي بالقيام بأي شيء.. محادثات التي لم أنهيها.. الكلام الذي لم أقله.. الحديث الذي قطعته في المنتصف ولم أود إكماله.. الكتاب الذي تركته في منتصفه ولم أكمله.. منذ متى امتلكت هذه العادة..؟ عادة أن أترك ما أقوم به في المنتصف.. أقطع عنه الضوء مباشرة.. الجميع من حولي يقول خير الأمور أوسطها.. لا أدري ما يحثني على إكمال هذا النص لربما هو بداية لترك هذه العادة التي لا تشبهني..
الروائية العراقية ساهرة سعيد تعدّ من الأصوات الأدبية المميزة في الأدب العراقي المعاصر. تمتاز كتاباتها بالغوص في عمق التجربة الإنسانية،...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي