ما أزال ألعب النرد مع حاضري
تارة يفوز الماضي، وتارة يقهقه المستقبل
وأنا فرحة بحجر النرد، بألوان الواقعية
أمشي، أتعثر بقلبي، أقف، أبكي
أعود وأمشي، وأضحك،
وأتعثر بذكرياتي، تؤلمني الحقيقة،
أعود وأصرخ، وأركض،
أسمع بكاء الدرب، مناغاة طفل بعيد،
أشهق، وأجلس على حافة الوجع
لا شيء يقنعني، أقول،
وأنظر نحو السماء
يرتصف الأزرق في ممرات الوقت
وأتوه بين مسارات الحب والوجع
تقول الوردة التي تنتظر الربيع
لا شيء يعجبني، أنا التي غمرني الشتاء،
ونسيتني الشمس على درج الصباح،
كيف غادرني العطر، وكيف يحبني الأموات؟
ويقول عصفور على غصن من ثلج :
لا شيء يغريني،
فالسماء هي السماء،
ضاع اللون في أحمر الحرب وسواد البارود والدخان
جناحي سئمتا الطيران، وحيد أنا
وأقوم وأبكي، أمسح دمعي
أقول وأنا أجتاز المسافة بين الحقيقة والوهم :
أما أنا لا شيء يفرحني
أنا التي أقدم ابتسامتي مائدة
في صباحات الواقع المتردي
ألص من الضوء بريقا، وأمل
أقف عاجزة عند محروم، أذلته البلاد،
أنثر على جراح روحي ملح الوقت
أنتشي من الألم، أرقص، أدور،
أتوحد مع اللحظة، وأصرخ أين الله؟
أدور وأدور والدمع حلقة أراها دماء
لا شيء يعجبني أنا المسافرة
بين النبض والنبض،
أبحث عن غريب، عن ساكن
ترك القلب وغافلني حين اشتهاءات الوداع
ترك على مقعد حلمي قصيدة،
وكثير من ذكريات
وقطار الوقت لا يقف، يمشي ويسابق قطعان الغيم،
أصرخ: توقف، تمهلي يا ذكريات
ولا شيء سوى الصدى، رنين الخيبة على جدران البرد
لسع الندم، بكاء الروح
وأعد للأنثى مقعد من ورق
أرتب الوقت لها، كي يليق بصبرها،
أشعل نار الحياة في قصائدها،
وألون المساحات المتبقية لها
كي تولد طفلتها من الخيبة
وتحيا وردة في قلب الرماد
نعمى احمد سليمان
السيرة الذاتية والأدبية للأديبة الأردنية ماجدة الطراونة
الاديبة ماجدة الطراونة من الاردن خريجة ماجستير رياضيات تكتب القصص القصيرة وقصص الاطفال ولديها اصدارات عديدة منها "مغاريف" و"آدمية" وتكتب...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي