تجاهلتِ الأمّ هواجسها وقلقها و ابتسمت لابنتها و قالت :” وما هو الأمر الخطير الذي أتى بأميرتي الصغيرة إلى حجرتي، تاركة صديقاتها في الحديقة وحدهن ؟”
_” أمّي هل يعجبك حال المملكة و ما آلت إليه ؟”
_ ” تعرفين رأيي يا شروق ، و تعلمين كم نصحْتُ والدكِ و حذّرته لكنّه لم يلتفتْ للتحذير ، و ما يجري على المملكة من الأمر الخطير ، و قدّم مصلحته و مآربه الشخصيّة ، على أمور و مصلحة الرعيّة .
_ ” معكِ حقّ يا أمّي . ” ردّت شروق بحزن .” و لكن علينا أن نفعل شيئا لننقذ مملكتنا .”
أجابت الملكة بهدوء بعد أن فكّرت مليّا و هي تنظر إلى ابنتها : ” الأمر ليس بالسهولة التي تظنّينها يا ابنتي ، أنت لا زلتِ صغيرة ، و تنقصك الخبرة.
ردّت شروق و قد أحسّت ببارقة أمل في كلام والدتها : ” أنت علّمتِني أن أعمل ما بوسعي مهما كانت الظروف .
_ ” ولكنّ المهمة صعبة و الطريق طويل .” ردّت الأمّ في محاولة يائسة لثنْي ابنتها عن المحاولة ، و لكنّ الأميرة الشابّة أجابت بإصرار : “طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ، و أنا قرّرت أن أخطو الخطوة الأولى في طريق الصلاح ، و لن يهنأ لي بال حتّى يجلوَ عتمةَ الليل ضوءُ الصباح . أرجوكِ يا أمّي ، ساعديني . أنت ملكة حكيمة ، ولا رأي أكثر صوابا من رأيك في المملكة .”
امتلأت عينا الملكة بالدموع و هي تنظر إلى ابنتها بفخر مشوب بالقلق ، و قالت وهي تختنق بدموعها :” أنا حقّا فخورة بك يا حبيبتي . و كلّي ثقة بأنك سوف تنجحين . سأكون بجانبك ، و لن أدّخر جهدا في سبيل استعادة أمن مملكتنا و إعادتها إلى جادة الحقّ و الصواب . “
و من هنا بدأت الخطوة الأولى في طريق الألف ميل ، و بدأ درب أبطال قصّتنا الطويل .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي