شاعر،، الغزل ،، السوري؛ أديب نعمة لأزهار الحرف
حاوره سعد الله بركات
تماما كصدفة مجلة ،،أزهار الحرف ،، الغراء في الخريف الماضي ، فالصدفة وحدها ، وما أروعها ! قادتني ثانية للتواصل مع صديق آخر من ذاك الزمن الجميل وأعادتني إلى ما قبل 40عاما ونيف ، إلى صديق الجامعة العتيق ، حين لمحت اسمه شاعرا ، فعاجلت مديرة أل ،،نفحات ،، ومنيرته برسالة تمنّ برقمه ، لأتنسم شذى مودّة معتّقة، فإذا به ” أديب” و” نعمة “للصداقة والأدب ، سرّني أنه يحلّق في عالم الأدب والشعر وفي يمينه 4 دواوين تفيض بأريج الوجد والغزل الراقي لتكريس مفاهيم الحبّ بقيمه الإنسانية .
ربّ صدفة نافعة ، نعم ، ، حين تعرّفت على قلم متمكّن ، لغة وأفكارا تنساب جداول صفاء وعذوبة ، محمولة على جناح أخيلة ماتعة وصور شعرية رائعة يرسمها بحروف تنبض حبّا ، أوليس الشعر: ((فنّ الرسم بالكلمات )) كما تقول مواطنته الشاعرة المبدعة هدى عبد الغني.
فتعالوا نبحر في عوالم الشاعر المبدع ،،أديب نعمة ،، عبر حوار ثرّ ، لمجلة ،، أزهار الحرف ،، فأهلا بك أديبا وبيراعك ، ليعانق عبقه شذى الورد من حروف الفكر والأدب .
*أهلا بك ،سعد،، زميل جامعة وقلم ، ومن دواعي سروري وجودي معك محاورا وإعلاميا نفخر بجهوده النيرة على دروب الأدب الراقي ، بكم وامثالكم في ،،أزهار الحرف ،، وغيرها ترقي الثقافة والأدب .
س١ : متى ولجتَ باب الشعر والإبداع ؟
منذ كنتْ طالباً في المرحلة الإعدادية ، حيث اتقنتُ العروض بسرعة وتعمّقت
بدراسة النحو والصرف، وأدركت عندها انّ الطريقَ شاقّ وطويل، وقررتُ بإرادةٍ لا تعرفُ الوهن حفظ أشعار كبار الشعراء في العصرالجاهلي، وفي الطليعة المعلقات السبع للزوزني ومن ثمَّ شعراء العصوراللاحقة ،وهناتخطيت رحلة الخوف والتردد، إلى مرحلة النضوج.
س٢ : تراك ” وأخيراً تعلمت الحبّ ” عنوان آخر مجموعاتك الشعرية فكيف ذلك ؟ مع غزارة نتاجاتك الغزلية ؟؟؟
ج٢ : الشعر والحبُّ توءمان ، لا يمكن الوصول الى شعر تخفق له القلوب، إلّا إذا تعمّدَ بالحبّ بمعناه الإنساني الراقي، الذي يُبكي ويمنع النوم ويُشعل نيران الشوق، واخيراً هو جنونٌ مُحبّب :
[أخيراً عرفتُ الحبَّ كيف
يكونُ
سهادٌ ، وشوقٌ لافحٌ … وجنونُ
ودمعٌ على الخدّينِ يجري .
كأنّما
تُغذّيهِ منْ خلفِ العيونِ ….
عيونُ ]
س٣ : كيفَ ترسمُ الخطّ البياني بين أولى مجموعاتك وآخرِها ؟
ج٣ : البدايات دائماً تقترن بنوعٍ من البساطة في المعاني، ودور الخيال فيها ضئيل ولغتها أقرب إلى اللغة المستخدمة :
حبيبي …..لا تلمْ ابداً فتاكَ
جرحتَ القلبَ فلتسلم يداكَ
فجرحُكَ يا حبيبُ رضيتُ فيهِ
ولنْ ارضاهُ .منْ أحدِ سواكً
× × × ×
وقدْ سألوها سؤالاً غريبْ
وقالوا :نراكِ بحالٍ عجيبْ
فلمّأ تُجبْ فأعادوا السؤالْ
ولجّوا عليها فقالتْ : أديبْ
× × × × ×
والمؤشّر البياني يرتفع تدريجياً من خلال الخبرة والمطالعة ، واكتساب معارف جديدة من متابعة جدّية لنتاجات رجالات الأدب ، والابتعاد عن الأدب المُبتذَل ويظهر دور الخيال والمخزن الثقافي جليا في هذه المرحلة :
“هنيئاً للذينَ رأَوكِ صبحاً
ودانَوا .كلّما حلَّ المساءُ
بمملكةِ الجمالِ اقمتِ عرشاً
وخلفَ حماكِ تصطفُّ النساءُ
××××××××××××××××
ما بالُ حمصَ وقدْ اصبحتِ نائيةً
ما للنضارةِ غاضتْ منْ مغانيها
ما بالً ميماسِها لا ينتشي طرباً
كما عهدنا ولا يختالُ عاصيها
الارضُ كنزٌ ولكنْ يا مُفارقتي
ما قيمةُ الارضِ إنْ لمْ تسكني فيها
××××××××××××××
س٤ : شاعر الغزل بامتياز فهل تنظر للأنثى من زاوية العاطفة والشكل فقط ؟
ج٤ : لا يمكن فصل العاطفة عن الشكل، ولا يعني هذا استسلام الشاعر لعاطفته أولا و لشكل الأنثى ثانيا، فالشكل مجرد ملمح مغرٍ، جاذب ، ويبقى الجمال الحقيقي جمال الروح والحصانة الأخلاقية ، والشاعر الذي يخرج عن أدبيات المخاطبة يُحتقَر ويُدنّس الأدب .
س٥ : تراك تُتقن فن الومضة ، ما الذي شدّكَ إليه ؟
ج٥ : الومضة حالة نفسية عابرة للمشاعر والأحاسيس ترصد حدثاً علينا أن نتلقفه بسرعة ، ولا يستمهلنا طويلا للتكيف معه ورصده ، وهذا ليس سهلا ان تكثف المعاني بعبارة واحدة، فلا يستسهلنّ أحد هذا الفن التعبيري الراقي الذي يتناسب مع متطلبات العصر وقد ارتأى البعض ألا تتعدى الومضة الشعرية أربعة أبيات بينما هناك من قال ستة ابيات :
“الدهرُ والناسُ منذُ البدءِ قدْ خُلِقا
عاشان على الغدرِ والإجرامِ واتّفقا
مَنْ هادنَ الدهرَ يوماً في سياستِهِ
فالناسُ لمْ تُبقِ في انفاسِهِ رمقا”
×××××××
“سيدري اللهُ أنّي قدْ سكرتُ
وأسكرَني الرحيقُ منَ الشفاهِ
ويغفرُ لي مُجازفتي…. لأني
شربتُ الخمرَ منْ صنعِ الإلهِ”
×××××××
س٦ : يُلاحظ مسحة نقدية في تذوقك لما تقرأ ، ما رسالتك للنقاد أو المواهب الطالعة ؟
ج٦ / للأسف الشديد وبمرارة أقول إننا نفتقر إلى نقّاد بنّائين، والأدب في أغلبه انزلق إلى مهاوي التردي، حيث تحوّل المُعلّق ” في مواقع التواصل الاجتماعي” الذي وضع نفسه محل الناقد ، تحوّل إلى صيّاد ماهر في اصطياد معظم كتّابنا وكاتبتنا ، بفخ الثناء المبطن الذي يرى فيه تقرّبا وتحبّبا من الكاتب الذي يُغرّر به ، فيشكره ويحفّزه حتى أن بعض التعليقات تعطي الكاتب ألقابا وشهادات وتعظيمات ، لم تعطها أكبر جامعات العالم ،وإذا لم تسارع المنتديات ورجالات الأدب، لدرء الخطر الداهم ، فسيصبح الأدب بضاعة فاسدة للمجتمع
س٧ : باختصار مكثّف ، ماذا تعني لك المفردات التالية؟
الحلم : أمل كاذب
العائلة : الأمان
الريف : النقاء
حمص : حبيبتي
الملتقيات الأدبية : تكاثرت بشكل ملحو، وبعضها تحول من اهتمام بالأدب إلى تبني شخصيات ، وإغفال النص ، لكن ثمة ملتقيات تستحق الاحترام ، ومنها على سبيل المثال [ ملتقى عشتار الثقافي ] اللاذقيةىة و [ملتقى الشعراء العرب ]، القاهرة و[ ائتلاف السلام الدولي / سوريا]
س٨ : وهل لديك ما تقوله في إطلالتك الحوارية الأولى على صفحات ، أزهار الحرف ،،؟
ج٨ – لمجلّة ،،أزهار الحرف ،،ومديرها الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد وجميع العاملين فيها و لقرائها الأحبة ولك صديقي سعد، مودّتي واحترامي وشكري العميق للجهود المبذولة ، لتبقى منارة علم وأدب .
ودعني أختم بومضة أهديها لمن أحبّ.
“ثلاثةٌ فيكِ لمْ اعرفْ لها شبها
ولا تحدّث جانٌ عنها أو بشرُ
طرفٌ جسور ، كسيفٍ في رهافتِهِ
إنْ غادرَ الغمدَ لا يُبقي ولا يذرُ
وقامةُ ما رآها الناسُ واثبةً
إلّأ تولّى على ألبابهمْ ..سكرُ
لكنّ ثالثَ حسنٍ قدْ ظفرتِ بهِ
يا بدعةَ اللهِ ذاكَ المبسمُ العطِرَ”
حاوره الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
*سيرة : أديب نعمة
= ولد في ١٠ / ٣ / ١٩٤٨ وترعرع في قرية ال،، وريدة ،، إلى الشرق من حمص ٢٥ كم ،
= نال الشهادة الابتدائية من مدرستها ، والإعدادية و الثانوية من مدرسة الغسانية بحمص ١٩٦٥
= نال أهلية التعليم الابتدائي ١٩٦٦، من دار المعلمين بحمص
= يحمل إجازتين من جامعة دمشق:
١- إجازة عامة في الآداب العامة ١٩٧٤
٢ -إجازة في اللغة العربية ١٩٧٦
= درّس اللغة العربية في ثانويات حمص ومعاهدها.
= عرفته منابر الاحتفالات والمهرجانات السورية ، شاعرا وطنيا ووجدانيا
= مدير النادي الشبيبي التربوي ١٩٩٦ / ٢٠٠٠
= خصصت الدكتورة آسيا يوسف حيّزا من أطروحتها لنيل الدكتوراه في التحليل والنقد الأدبي بشواهد شعرية من أدبه .
= في رصيده ٤ دواوين شعرية صدرت عن التوحيدي للنشر:
*عبق الزباء : ١٩٩٥
*تموّجات عشق دافئ ١٩٩٩
*ارتعاشات حب خجول ٢٠٠١
*أخيراً عرفتُ الحبّ ….٢٠٠٥
= ولديه مجموعات شعرية مخطوطة
= يفوح أريج قصيده في مجلتي،، أزهار الحرف،، القاهرة ،، زهرة الليلك ،، وموقع ،،ليلك برس ،، هولندا ، وفي صفحتي ملتقيي ،، عشتار- وائتلاف السلام الدولي،، –
=عضو في ملتقى الشعراء العرب – القاهرة
=عضو ملتقى عشتار الثقافي- اللاذقية
=رئيس القسم الثقافي والأدبي في ( إئتلاف السلام الدولي / فرع سوريا )
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي