وقال لها :” انتظريني هنا قليلا ريثما أغلق باب المنزل و من ثمّ ننطلق إلى حيث يعيش ناسكنا .” وغاب دقيقة و عاد إليها وهو يحمل عصا و قال لها :” الطريق وعرة و قد يتعرّض لنا حيوان برّي لذا أحضرت هذه العصا معي ، و نظر إلى ملابسها وأكمل: ” هل أنت متأكّدة بأنّك قادرة على السير بهذه الملابس؟”
-” لا تقلق ، المهمّ أن نصل إليه قبل أن يغادر .”
وانطلق الاثنان يحثّان الخطى ، و كان الرجل كلّما مشى خطوة أو اثنتين ينظر وراءه ليرى إذا كانت الفتاة تسير خلفه أم تخلّفت عنه ، وهي تسير ولا تهتمّ بما يصادفها من صخور و أشواك. مشيا حتّى أخذ التعب منهما كلّ مأخذ ، و لكنّ إصرار جنّات على الوصول كان يحول دون توقّفهما عن المسير حتّى وصلا إلى مكان قريب . و هنا قال الرجل لجنّات: “سأتركك تكملين ما تبقّى من الطريق وحدك ، وأعود أنا أدراجي .أتمنّى لك حظّا موفّقا .”
شكرت جنّات الرجل على حسن صنيعه و أكملت سيرها ، و عاد هو أدراجه غير راءٍ في الحسن غيرها.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي