و سارت في شوارع المملكة تبحث عن ضالّتها ، ترى الناس ولا أحد يراها ، إلى أن وصلت إلى شاطئ البحر. و هناك على الشاطئ وجدت صيّادا يجهّز قاربه و شباكه ليذهب في رحلته المعتادة إلى الصيد .
فجلست في مكان قريب ، تراقب الرجل بصمت مريب.
أنهى الصيّاد تحضيراته ، و نظر إلى السماء و كأنّه يطلب من الله العون والتوفيق ، ومن ثمّ أفلت الحبل الذي يربط القارب ، وانطلق يجذّف ويجذّف ، غير آبهٍ بالشمس المحرقة التي تلفح وجهه الأسمر ، ولا بالموج الذي يعترض طريق القارب كلّما تقدّم في البحر بضعة أمتار .
كلّ ذلك و درّة جالسة تراقب من بعيد ، و القارب يغيب عن عينيها شيئا فشيئا إلى أن اختفى .
و انقضى ثلثا النهار و دُرّة في مكانها تنظر بترقّب ، وعيناها مسمّرتان على البحر إلى أن لمحت قارب الصيّاد آتيا من بعيد . راح القارب يقترب رويدا رويدا إلى أن وصل إلى الشاطئ بأمان ، و فرح الرجل بصيده بادٍ على وجهه للعيان.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي