و كان سليم وطارق قد تربّيا سويّا . فوالداهما كانا جارين وصديقين أيضا ، يملكان قاربا للصيد يبحران معا كلّ يوم، وعندما يعودان يبيعان ما يصطادانه من السمك، و يتقاسمان المال بالتساوي ، ما جار يوما منهما أحد على أحد. إلى أن جاء يوم كان الطقس فيه عاصفا و الموج عاليا ، فركبا البحر ، و كانا يعلمان أنّها مغامرة خطيرة ، و لكنّهما لم يكونا يظنّان أنّها ستكون رحلتهما الأخيرة .
و كبر ولداهما و كانا صديقين ، و قد تعاهدا على ألّا يفرّقهما شيء مهما كان ، و كانا يحلمان بأن يكونا صيّادين كأبويهما. و لمّا اشتدّ عودهما اشتريا قاربا و اتّفقا على أن يكون طارق هو من يذهب بالقارب إلى الصيد ، بينما يقوم سليم ببيع السمك الذي يصطاده طارق لأنّ أمّ سليم كانت مريضة وعاجزة عن الحركة لا يستطيع أن يتركها لوقت طويل ، و كان يقوم على خدمتها و رعايتها .
ومرّت الأيّام و صداقتهما تزداد و تقوى إلى أن صارت مضرب مثل في المملكة كلّها ، و اشتدّت عراها و ما عاد أحد يقدر على حلّها.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي