أنغام ساحرة
أهدتني أمّي _ قبل أن تصبح نجمة _
بعضاً منها
من ضياء وجهها أنغام ضحكة ساحرة
وصراخها حين ننفلتُ من قوانينها
وبعض كلمات لا تزال تتذوقها الذّاكرة .
من قلبها حيث يندلق النور
حناناً مقنّعاً بالقسوة
وإيماناً بضجيج الحياة
وصبر خطوات يومها اللاهث
وهو يمشي معها
فتفركه بوجهها ليُزهرَ قُبلاً
وهمساً خفيّاً بأنّي سرّها
الهارب من نواح التراب
أهدتني أمّي بعضاً منها
ونسيتْ أنْ تشيح بوجهها عن وحشة الليل
أن تخفي صوتها بين أسنان الوقت
في يقظة المطر
وغناء بحرنا
وثياب الشجر .
…
أهداني أبي _ الّذي صار غيمةً
تتمدد فوقي ظلّاً من دعاء _
جناحين
كتميمةٍ تفتح ضفافاً مغلقة
وينابيع عنيدة
وتوقظ الحياة بضحكة
لعالَمٍ فاتحاً ذراعيه لطرقٍ ترويني
حبّاً كونيّاً يرتطم بجدار قصيدة
فيعجنُ ضوء الحقول
برغيف كجبين الأرض
كاد أن يصبح إلهاً
رحل أبي حاملاً مراراتنا
يجرّ الأيام بخيط من شمس
لامس الجنّة بكفّه
حين ترهّل الزّمن وهو يقتفي أثره
مدىً لنهارات
تتنزّه بين عينيه ويديه وأحلامه
رَحلا…(أمّي وأبي )
حين خلعَ الكون شمسه
ممسكاً بيد الليل
وغطّاه بملاءة من سكينة وصلاة
لم يكن رحيلهم موتاً ..كان عبور
فالآباء والآمهات لا يموتون
هم يتشظّون في أبنائهم
بطباعهم وملامحهم قطعاً من نور .
ابتسام رواسي
سوريا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي