الدكتور جليل كرم البيضاني، شاعر وصيدلي عراقي.
وُلد في البصرة عام 1957. حصل على الماجستير في الصيدلة من جامعة برنغهام بلندن والدكتوراه في علوم النباتات الطبية من جامعة نيودلهي.
شغل منصب أستاذ محاضر في جامعة المستنصرية ببغداد.
هو أيضًا أستاذ محاضر في علم العروض ويشارك بفعالية في الملتقيات الأدبية كمُحكم دولي للشعر الفصيح.
أسس ويشرف على ملتقى عشتار الثقافي في سورية والعراق.
أصدر العديد من الأعمال الشعرية مثل “مسافر حبيبتي” و”منكِ أبدأ”، إضافة إلى مؤلفات أخرى تناولت مواضيع متنوعة، منها “نافذة في جدار الحزن” و”خصلة شعرٍ فوقَ قميصي”.
كما نشر كتباً في النقد الأدبي والشعر، وشارك في إصدار سلسلة ديوان أغاني عشتار.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف معه هذا الحوار.
حاورته جميلة بندر.
1.كيف أثرت خلفيتك العلمية في الصيدلة وعلوم النباتات الطبية على رؤيتك الأدبية؟وهل تجد أن تجربتك كأستاذ محاضر في جامعة المستنصرية قد أسهمت في تشكيل أسلوبك الشعري؟
ـ دراستي العلمية منفصلة عن تجربتي وإن أثرت تجربتي الحياتية و ألهمتني إنسانياً.
2.كيف توازن بين التزامك الأكاديمي وممارستك الشعرية؟وما الذي دفعك إلى الانتقال من مجال الصيدلة إلى الشعر والعلوم الأدبية؟
– كتبت الشعر منذ يافعتي و لكن بدأت في جمع نتاحي الأدبي و الشعري بعد تقاعدي من العمل الأكاديمي و كانت أعمالي المطبوعة قليلة لضيق الوقت، و تضاعفت عند تفرغي للشعر.
ولم أترك الصيدلة لحساب الأدب أو الأدب لأجل العمل فلكل منهما وقته و مجاله.
3.في أعمالك الشعرية، كيف تعبر عن المواضيع التي تستلهمها من العلوم الطبيعية والنباتية،وما هي القصائد أو المجموعات الشعرية التي ترى أنها تمثل أفضل أعمالك، ولماذا؟
– تعدّ الطبيعة من أهم مصادر الشاعر و الباحث، و تتنوع مواضيع مجموعاتي الشعرية بين الوطني و القومي و الإنساني الجماعي و الذاتي.
و يبدو أن الحزن و الهم الإنساني هو الطابع الغالب على أشعاري
4.في مجموعتك الشعرية “مسافر حبيبتي”، هل يحمل معنى الغربة وهل السفر
جزء من حياة الشاعر ؟
ـ بالطبع عندما سافرت لأتمام دراستي في لندن كتبت مسافر حبيبتي وهو شعر وجدان صرف بصمته الغربة بالحنين و المشاعر السامية
5.كيف كانت ردود الفعل على مجموعتك الشعرية “منكِ أبدأ” الصادرة عام 1990؟
– أحمد الله أن لكل مجموعة أصدرها وَقع إيجابي أكده كل من يقرأ لي و أجمع النقاد إني شاعر مطبوع لأن الشعر لدي موهبة و فطرة.
6.ما هي أبرز المواضيع التي تناولتها في “نافذة في جدار الحزن” الصادرة عام 2016، وكيف تعكس التجربة الشخصية أو الثقافية في هذا العمل؟
ـ الحزن… الحزن على كل حالة إنسانية.. الحزن على وطننا العربي الكبير ووطني الساكن فييّ أينما حللت… الحزن المتربص بنا عند كل منعطفاتِ التاريخ.
7.في كتابك “الوسيط في ميزان الشعر البسيط”، كيف عالجت موضوعات الشعر البسيط، وما هي أهدافك من هذا الكتاب؟
ـ الكتاب عبارة عن أسس علم العروض و موسيقى الشعر و ما يجوز للشاعر وما لا يجوز و هدفي تعليم كل مهتم و النشء الجديد صوغ الشعر بأجمل و أيسر السبل.
8.هل يمكنك أن توضح لنا أبرز المحاور في مجموعتك الشعرية “أغاني الصبا” الصادرة عام 2022، وما الذي يميزها عن أعمالك السابقة؟
– تتميز مجموعة أغاني الصبا بأنها عبارة عن بداياتي الشعرية وكنت قد فقدتها و صادف أن وجدت نسخة في مكتبتي القديمة التي اضطررت لبيع معظمها أيام الحصار… بإضافة إلى مخطوط من البدايات لم ينشر و أصرت زوجتي الدكتورة آسية إن القصائد من أجمل ما كتبت فعملت على تدقيق الديوان و إعادة طبعه منقحاً ومضافاً
9.ما هي الرسالة التي تأمل أن تصل إلى قرائك من خلال مجموعتك الشعرية “أغنية لحائط المبكى”؟
ـ رسالتي إنسانية، آمل أن تصل إلى وجدان كل عربي، فنحن أخوة يجمعنا الدم الواحد و اللغة الواحدة و الأرض الواحدة و المصير المشترك و العدو المشترك
10.كيف ترى دور الشعر في التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية في الوقت الحاضر؟
ـ للشعر دور كبير في الدفاع عن القضايا الإنسانية و الاجتماعية فالكلمة سلاح وقد تقتل أو تجرح أو تنفجر.
11.كيف أثر تكريمك في المهرجانات الشعرية الدولية على مسيرتك الأدبية، وما هو التكريم الذي كان له أكبر تأثير عليك؟
– للتكريم وقع جميل و إحساس مختلف و يضفي الشعور بالرضا، و يؤثر إيجاباً
12.في أي من المهرجانات الشعرية الدولية التي عملت كمحكم دولي شعرت أن لديك أكبر تأثير، وما هي أبرز الدروس التي تعلمتها من تلك التجربة؟
– منذ أعوام و أنا محكم للشعر الفصيح في العديد من المهرجانات و ربّما لمهرجان همسة الأثر الأكبر نظراً لعشقي للنيل و لمصر.
13.ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته أثناء إصدار كتاب “شوقٌ على جناح أبابيل” وكيف تغلبت عليه؟
– لا يوجد مصاعب لا يمكن التغلب عليها بإذن الله تعالى و مجموعة شوق على جناح أبابيل كتبته في سورية موطني الثاني حيث أقطن و زوجتي و الشوق على أجنحة الشعر لبغداد
14.في مجموعتك “دمعةٌ على حرفٍ”، كيف تتعامل مع مسألة الدموع والآلام في الشعر، وما هو الانطباع الذي ترغب في أن يتركه هذا الكتاب لدى القارئ؟
– سبق أن قلت الشعر مصدره وجدان الشاعر لذلك الحزن هو السمة الغالبة في واقعنا العربي. وكل متلقٍ يطرب لقراءة و سماع ما يلامس مشاعره الإنسانية.
15.هل يمكن أن تحدثنا عن سلسلة “ديوان أغاني عشتار” وكيف ساهمت في دعم الشعراء المشاركين فيها؟
ـ ديوان أغاني عشتار مجموعة شعرية للمنتسبين من ملتقانا عشتار أقترحت على مجلس الإدارة أن أصدره كل عام على نفقتي الشخصية للمساهمة في الحركة الثقافية و الفكرية في سورية و لمساندة الأدباء الذين لا تساعدهم ظروفهم في الطبع
لذلك سأطبع لكل شاعر مجموعة ممن يستحقون
16.في ديوانك الأخير حنظلة وضعت صورة الغلاف الصورة الشهيرة لناجي العلي الطفل الذي يدير ظهره للعالم ما ترمز ؟وهل محتوى الديوان عن المقاومة؟
– حنظلة ولد مع بدأ الحرب على غزة و هو يوبخ و يقرع كل من يتخلى عن أطفال غزة، و حنظلة هو طفل فلسطيني في العاشرة من عمره يدير ظهره للعالم الإنساني الذي خذله فبات جائعاً
17.كيف كانت تجربتك في الإشراف على ملتقى عشتار الثقافي وتأثير ذلك على إصداراتك الأدبية؟
ـ الإشراف عملية ليست سهلة على ملتقى يتضمن آلاف الأدباء و الشعراء و الفنانين و المواهب الشابة فهم يريدون رأيي في كل صغيرة وكبيرة و آمل إني نحجت في الإشراف و تأسيس ملتقى ناجح.
و هذا لا يؤثر على أعمالي الأدبية وإن أخذ الكثير من الوقت.
18.ما هي أبرز التغيرات التي شهدتها في ساحة الشعر العربي منذ إصدار مجموعتك الأولى “مسافر حبيبتي” وحتى أحدث أعمالك؟
– رغم كل التطور الحضاري و التقني أرى التاريخ يعيد نفسه، و مأسي الحرب و أطماع الغرب تتجدد.
19.في كتابك “أغنية لحائط المبكى”، كيف تعاملت مع موضوع الحائط والبكاء كرمز في شعرك، وما هي الرسالة التي تريد توصيلها من خلال هذا العمل؟
– أغنية لحائط المبكى توبيخ الوجدان العربي النائم الذي لا يبالي بآلام الإنسانية
20.ما هو المشروع الأدبي الذي تشعر بالفخر الأكبر لإنجازه من بين كل مخطوطاتك التي أعددتها للطبع؟
– كلّ مجموعاتي الشعرية على درجة واحدة من الأهمية و لكل مرحلة خصائصها و مزاياها، ربما ما زال في جعبتي المزيد.
21.أعرف أن زوجتك الدكتورة اسيا سوريه ودكتورة بالأدب والنقد
كيف يكون التعاون لإدارة عشتار وهل من تنافس يدفع العمل للأمام؟
– فعلياً نحن نكمل بعضنا بعضاً فزوجتي خبيرة في النحو و النقد و أنا في العروض و موسيقى الشعر، ويعد ملتقانا الأكثر تكاملاً اكاديمياً وهو يحوي نخبة من الشعراء العرب من شتى أصقاع العالم
22.في ضوء نجاحاتك المختلفة، هل لديك أي رؤى أو مشاريع مستقبلية تتعلق بالنشر أو التأليف؟وكيف ترى تفاعل الجمهور مع أعمالك الشعرية الحديثة مقارنة بأعمالك القديمة؟
– بإذن الله تعالى الأعمال مستمرة طالما منَّ الله علينا بالصحة والعافية
و سؤالك الأخير نوجهه لجمهور القرّاء
23.هل أثرت تجربة العراق منذ بداية التسعينات والحصار ثم الغزو ثم وثم في تجربتك الشعرية
وهل غيرت مفاهيمك للحياة والأدب؟
– طبعاً الحرب و الحصار وشم شعراء العراق بطابع الحزن و الأنفة و الكبرياء، و أنا واحد منهم لي ما لهم و عليّ ما عليهم من واجب و أحزان
24.ما هي النصائح التي تقدمها للشعراء الذين يطمحون إلى التميز في الساحة الأدبية من خلال الإصدارات والتكريمات؟
ـ أرى ألا يحد الشعراء من طموحهم و كل شيء ممكن إذا ما امتلكوا الموهبة و عمدوا على تطويرها
25.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصاً ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد؟
ـ أرى أن للملتقيات دور في جمع شمل المثقفين العرب و ملتقى الشعراء العرب مثال للعالم العربي الذي يتوجب أن نكونه كمجتمع
و أهنأكم على هذا التميز و أشكر لكم حفاوتكم و جميل صنيعكم
26.في لقاءك الأخير بالقاهرة مع الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد رئيس ملتقى الشعراء العرب كيف كان اللقاء وهل يثمر اللقاء قريبا عن تعاون بين الملتقى وعشتار؟
– كان لقاءً جميلاً مثمراً سيكون له ثمار أدبية طيبة مستقبلاً بين ملتقى عشتار الثقافي و ملتقى الشعراء العرب و مجلة الآداب والفنون التي أشغل فيها منصب نائب رئيس التحرير.
وافر الشكر والتقدير لرقيكم
حاورته من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي