وجهي من غبار
أحلامي على رصيف الإنتظار
تشحذ ملامح وجهي
لتطعمها للطيور
ملامحي بعض فتات من نور
لكنها لا تخترق ذاكرة احبائي
ولا أحلامهم الباكية قبل قدوم الشتاء
ما عاد وجهي ينعكس على مراياهم
ولا يخترق شراعهم الأبيض
ولا ليلهم
ما عاد يوقظهم لشرب قهوة الصباح
صار وجهي كغراب اسود في نظرهم
كشيطان دميم
وجهي صار شراعاً غافلاً عن هداية الصباح
وعن هدير الموج الأزرق
شتلة دوار الشمس
التي يئست من كثرة التفاتاتها نحو الضوء
لكنّ قلبها بقي مطليا ً بألوان الظلام
كم راهن الكثيرون على التوائها !
على يأسها من النظر في أعين الشمس
لكنها ما تغيّبت ثانية عن مراقبة حبيبتها
لكن تلك الأخيرة غطست في غياهب البحر دون عودة
فغاب اللون عن وجهي
كما غابت الإبتسامة عن قرص دوار الشمس.
الذي صار مرتعا للطيور
لتسرق منه بذرة بذرة
حتى فرغ من البذار
ذات نهار
صار قرص دوّار الشّمس كما وجهي
واحةً من غبار
آمنة ناصر
الجمعة ٣كانون الثاني ٢٠٢٥
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي