“ما لا يُشترى بالمال: رحلة إلى الحقيقة والصفاء الداخلي”
كل شيء يمكن للمال أن يشتريه يحمل صفة الرخص، مهما بدا ثمينًا. حتى السعادة، تلك الكذبة المزخرفة التي نحاول امتلاكها، تبدو كسرابٍ نخدع به أنفسنا. لو كانت السعادة تُشترى، لكنت قد جمعت شتات الخطى المبعثرة واشتريت المسافات التي تفصلني عن سلامي الداخلي، عن صوتي الذي ضاع في صخب الحياة وتعقيداتها.
لو كان المال قادرًا على ملء فجوات الروح، لكان بالإمكان إنفاقه على لحظة صدق مع النفس، أو على عناق دافئ يعيد ترتيب الفوضى التي تحتل أعماقنا. لكنه عاجز عن شراء النقاء الذي يتوارى خلف ظلال الحقيقة، لأن المال مهما بلغت قيمته لا يمكنه شراء ما هو أصيل وغير مادي.
تخيل لو كان الزمن يُشترى بالمال، كنت سأعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وأسترجع كل لحظة أهدرتها في مطاردة أشياء لا قيمة حقيقية لها. لكنني أدركت، ولو متأخرًا، أن كل ما يمكن شراؤه زائل، وأن الحياة الحقيقية تكمن في ما لا يُقاس بالثمن؛ في نبض قلبٍ صادق، في نظرة عين تشع دفئًا وسط ظلام الأيام، وفي لحظات صغيرة تتجاوز حدود المال والماديات.
إن أعظم ثروة يمكن أن نملكها ليست تلك التي تُحفظ في البنوك أو تُعرض في المزادات، بل هي السلام الداخلي، والصدق مع النفس، وحب صادق يجعل الحياة أكثر وضوحًا وامتلاءً.
جميلة بندر
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي