اصرار علی الحریة قراءة لقصيدة (صرخة الروح) للشاعرة الكردیة السوریة فكریة مجید .
بقلم : سلوی علي
(صرخة الروح) ليست مجرد مرثية شخصية، بل هي صوت جماعي يرفض الصمت، تجمع بين الحسرة والاتهام، مستخدمةً لغةً بصريةً قويةً لتحويل الألم الفردي إلى رمزٍ للكفاح العالمي ضد القمع. القصيدة تذكر بأن الروح الإنسانية تبقى قادرة على الصراخ بحثًا عن العدالة.
هي قصیدة ذات أسطر قصيرة متقطعة، تعكس تشظي الذات والواقع وذاك الصراع بين الإصرار على الحرية وبرودة الاستبداد واللامبالاة.
عنوانه يُشير إلى ألم عميق وجودي، يعكس معاناة الذات والمجاعة تحت وطأة الظلم و موضوعات اخری كالفقدان و القمع و التجزئة و صراع الهویة من أجل الحرية، والنقد الاجتماعي للأخلاقيات المتفككة.
الصور الفنية والرموز:
۱- الأم الشهيدة: تجسيد للألم الجماعي، حيث تصبح الأم رمزا للأرض أو الوطن المُثخن بالخسارة.
۲- الكفن والبراكين: الكفن يرمز للموت، بينما البراكين ترمز إلى الألم المتفجر الذي لا يُحتوى.
۳- الٲهزوجة المُتعثرة: تعبير عن الصوت المكبوت بسبب الظلم، وكفاح التعبير في وجه القمع.
٤-القناديل الأربعة: ترمز إلى التقسيمات الجغرافية و السياسية للشعب الكردية واجزائها الاربعة المقسمة وهویتها الممزقة.حيث تُقدس ثقافة الشهادة وتنتقد التخاذل الداخلي.
٥- الشعلة: إطفاء الشعلة يُشير إلى قمع الحقائق التاريخية.
٦-التكرار : مثل (أنا…) يؤكد على الهوية المتعددة الأوجه مثل (أم، تاريخ، كلمة).
۷- التشبيهات : (اسطوانة حزن) حیث تُجسد الألم كشيء ميكانيكي متكرر، و(براكين الوجع) تخلق صورة كارثية.
وفي النهایة اقول هذه القصیدة نقد لغياب المسؤولية الفردية والجماعية في مواجهة الظلم.
لا تستهدف القصيدة الظلم الخارجي فحسب، بل أيضًا الخواء الأخلاقي الداخلي رغم التشظي تبقى الكلمة الحرة رمزا للمقاومة، وهي دعوة لمحاولة إضاءة القناديل التي تُشير إلى ضرورة استعادة التاريخ والهوية.
القصیدة
صرخة الروح
انا آهات ام شهيد
ملفوفة بالكفن
لي صرخة روح
تجعلني
اسطوانة حزن
ببراكين من الوجع
انا تلك الاهزوجة
التي تعثرت في الحنجرة
من اللاعدل
حين اختبأ الضمير
في قوارير الجبن والاستهتار
انا تاريخ مقسم
بين اربعة قناديل
كلما حاولت إنارة واحدة
مدت آيادي الظلم والطغيان
متعمدا يطفؤون شعلتي
انا كلمة حرة
على أبواب الصقيع
ابتغي لوطني حرية
آه من دياحير لا ترتق
لا تفتح لي مماس في دائرة الأرق
تفتت أشلاء جسد
فوق ماهو منخور… …!!!!

خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي