إستثنائية الحياه
هل الأم هي التي تلد وترضع، أم التي تربي وتحنو وتسند؟
قد تُخرج لنا الحياةُ أمًّا قاسيةً، قلبُها كالصخر، فلا تعرف أبدًا دفءَ حضنِها ولا لهيبَ مشاعرِها.
تنادي: “أماه”، لكنك لا تفهم معنى الكلمة. تستجدي منها كلمةً رقيقةً أو لمسةً حانيةً، فلا تجدها، وكأنَّ القلبَ قد أغلق بابَه أمامك.
وكأنَّ الحياةَ تُرينا استثناءً قاسيًا بين الحين والآخر، فتختبر ضعفَك ووحدتَك منذ نعومةِ أظافرك.
وكأنَّ اليتمَ رفيقُك الخفيُّ، فلا تجد شيئًا يسدُّ فراغَك الداخليَّ مهما حاولت.
تشتاق إلى الحنانِ كما يشتاق العطشانُ إلى قطرةِ ماء، وتتوق إلى حضنٍ دافئٍ يخفف عنك قسوةَ الأيام.
لكنَّك لا تجد الحنانَ، ولا أذرعًا تحتضنُك، وكأنَّك تسير في صحراءَ متراميةِ الأطرافِ بلا زادٍ، بلا شرابٍ، بلا أملٍ يلوح في الأفق.
وتظل تتساءل:
هل من الممكن يومًا أن يمطر قلبُها حنانًا؟
هل سيسعُك حضنُها دفئًا وطمأنينة؟
هل ستقبِّل وجنتَيك يومًا فرحًا بك؟
لكنَّ العمرَ يمضي، وتذبل الأحلامُ، ولا أملَ يلوح في الأفق، فتتقبَّل أنَّ الحياةَ قد تركت لك استثناءً من الحنان… لا يشبه الحكاياتِ التي طالما حلمتَ بها.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي