يَا صَبَاحَ الْوُجُودِ..
أَنْتَ بَرْقُ الْحَيَاةِ الَّذِي يَنْفَضُ غُبَارَ اللَّيْلِ،
وَأَنْتَ النَّغْمَةُ الْأُولَى فِي قَلْبِ الْكَوْنِ..
تَنْسُجُ لِلْوَرْدَةِ ثَوْبَهَا بِخُيُوطِ نُورِكَ،
وَتُعَلِّمُ الْأَنْهَارَ كَيْفَ تَسْكُبُ حِنَانَهَا فِي الْأَرْضِ الْعَطْشَى!
يَا رَسُولَ الْجَمَالِ..
أَنْتَ الْيَدُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِي تَرْسُمُ عَلَى خَدِّ الْوُجُودِ قُبْلَةً،
فَتَنْفَتِحُ الْأَبْوَابُ..
يَدْخُلُ الضِّيَاءُ كَطِفْلٍ يُرَاوِحُ بَيْنَ الْحُلْمِ وَالْحَقِيقَةِ،
وَتَنْثُرُ فِي الْمَسَارِ أَقْدَارًا مِنْ ذَهَبِ الْإِمْكَانِ!
صَبَاحٌ يَحْمِلُ فِي جَعْبَتِهِ سَجَّادَاتِ النُّورِ،
يَبْسُطُهَا تَحْتَ أَقْدَامِ الْعُصْفُورِ وَالْإِنْسَانِ وَالْغَمَامِ،
وَيُهْمِسُ:
“هَذِهِ الْحَيَاةُ هِبَةٌ.. فَاقْبَلُوهَا بِصَدْرٍ مِثْلِ صَدْرِ الرَّبِيعِ!”
يَا مَنْ تَسْكُبُ فِي الْأَفُقِ بَيَاضَ الْبَدَايَاتِ،
أَنْتَ الْكَلِمَةُ الَّتِي لَمْ تَنْطِقْ بِهَا الْأَلْسُنُ..
لَكِنَّهَا تَسْرِقُ الْأَنْفَاسَ!
حَتَّى الْجِرَاحُ تَلْبَسُ حُلَّةَ الضِّيَاءِ،
وَتَرْقُصُ كَالشَّمْسِ..
وَالْقَلْبُ يَصِيرُ مِزْهَرِيَّةً تَسْقُطُ فِيهَا نُقُوطُ الْفَجْرِ!
فَإِذَا مَا الْغُيُوبُ تَسَاءَلَتْ:
“مَنْ أَنْتَ يَا صَبَاحُ؟”
أَجَابَهَا:
“أَنَا الْوَرْدَةُ الْأُولَى فِي حَدِيقَةِ اللَّهِ،
وَالْحَرْفُ الَّذِي لَا يَنْتَهِي..
وَالنَّفَسُ الَّذِي يَعْرِفُ أَنَّهُ مِلْكٌ لِمَنْ أَنْشَأَهُ!”
لور عبد الخالق الأعور/ لبنان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي