
من رواية “مرساة في رمال”
الرّحيل
على صهوة الغيمة…سيكون آتيا…صوته في الرّيح يهتف….في المطر يناجي…
سيكون آتيًا وحده….وحده….آتيًا…..ستحملني ابتسامته كالعادة…ها هو…عالٍ…جدًا…عالٍ…على الأكف…يقترب منّي…أراه..ولا يراني….أبكيه ولا يسمعني…أنزفه ولا يواسيني…انهض أيّها النّائم….الحديقة ستزهر في الرّبيع….البراعم ستفتقد يديك….انهض أيّها النّائم….باهتة كلّ الرّؤى …من دونك،،،.سخيفة كلّ الأحداث….انهض أيّها النّائم….ألم تشعر بعد بنبضي….كالعاصفة يموج…..في فؤادك…يموج….في انسكاب الدم في الشرايين…..يموج…..يتوه….يبثّ حياة…..انهض أيّها النّائم….وانظر حولك…..انهض وارتشف عطر المساء….الذي تحبّه….الأفق لا يزال أحمر….”انظري يا مدى…لوحة طبيعيّة”…..انهض تعبت الأيدي من نثر الأرز…..ونتف الورد تائهة…..ترنو إلى همسك…..انهض أيّها النّائم….وأغث وجهًا بات منبتا لزهور قبرك……
نعمت وديع الحاموش
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي