
جزاء المعروف …!!!!
سلوى ابنة وحيدة لرجل غني وثري ..عاشت حياتها مدللة ويحقق لها والديها كل ما تتمنى وتطلب …لكن القدر لم يرحم سلوى ..بل سعى للانتقام منها على حين غفلة من امرها …اجل ما كل ما يحلم به الإنسان يدركه ويخققه..ولا كل طموح يسعى إليه يضحي واقعا …فكل إنسان مجبول على الامل والحلم…
كبرت سلوى حتى سن المراهقة…وشاء القدر ان اصيبت والدتها بداء عضال ما ادى لوفاتها ….حزنت سلوى حزنا شديدا على فراق والدتها حتى امتنعت عن الطعام والشراب لفترة من الزمن ..
لكن والدها ام يتركها بل سارع لعنايتها والوقوف بجانبها …والتخفيف عنها قدر المستطاع …
بعد مرور اربعين يوما على وفاة والدة سلوى ..قرر إخوة الوالد بالبحث عن امرأة اخرى والزواج منها ..لكن الوالد رفض ذلك باديء الامر ..لكن إصرار إخوته واخواته على ذلك جعله يتقبل الفكرة حجة ان ابنته سوف تتاهل بعد فترة من الزمن ويضحي وحيدا لا حول له ولا قوه…
كانت العروس من اختيار اخته الكبرى …وتم الزواج بشكل اعتيادي دون حفلة ولا زغردة …
لم تمض اشهرا ثلاثة على الزواج ..حتى بدات الخلافات في المنزل ما بين زوجة الاب وسلوى …كانت الزوجة تتعامل مع سلوى بكل قساوة وتشتكي لزوجها بإهانة سلوى لها وتركها تعمل في المنزل وحدها كل ذلك كان بهتانا واثما مبينا …
لم يصدق الزوج كلام زوجته باديء الامر لانه يعرف تماما ابنته سلوى واخلاقها العالية …وفي كل مرة كان يقوم بتوبيخ زوجته ونصحها بالكف عن ظلم ابنته …
لكن الزوجة لم تصغ لزوجها واتفقت مع اخته الكبرى على خلق مكيدة ضد سلوى ما يدفع بالاب بطرد ابنته من المنزل …
وبالفعل اجتمعت الزوجة مع شقيقة زوجها (عمة سلوى )واتفقتا على طعن سلوى ..وكانت الخطة بإعطاء زوجة الاب سوارا من ذهب لعمة سلوى الكبرى …ثم تقوم الزوجة باتهام سلوى بسرقة سوار الذهب وبيعه في السوق …
ونجحت الخطة …وما ان علم الوالد بذلك ..حتى استدعى ابنته سلوى ليحقق معها حول ذلك …
تفاجات سلوى بحديث والدها وانكرت ذاك وهي لا تعرف ابدا بان زوجة ابيها لديها سوارا من ذهب …واقسمت اليمين على ذلك ..لكن وقاحة زوجة الاب انكرت الحقيقة وهددت زوجها بالطلاق ان لم يطرد ابنته سلوى من المنزل . واتهمتها بالسرقة وسوء التربية…
الوافد بات في حل من امره إنه بين نارين اما طلاق زوجته او طرد ابنته … فجأة طرق باب المنزل وإذ باخته الكبرى اتت لزيارة اخيها …
تظاهرت الاخت بتجاهل ما يحصل …وما ان اخبرها شقيقها عن الحادثة حتى انتفضت من مكانها وقالت لأخيها بصوت ساخط :ما الذي تتحدث به يا رجل ..انت تتهم صديقتي بالخيانة ..اجل زوجتك تتهمها بسوء الاخلاق ..بل تسعى لظلم ابنتك …عد الى رشدك يا اخي قبل فوات الاوان.. ابنتك بعد وفاة امها لم تعد تحترم احدا …اعطيتها الحرية في ان تفعل ما تشاء وما يحلو لها …الان تحصد ثمن تربيتك لها …
ابنتك سلوى يجب ان تعاقب على فعلتها هذه ..
قاطعها اخوها بسخط : لا يا اختي الكبرى جهينة..كفاك افتراءا وظلما بحق ابنتي سلوى .. انا اعرف ابنتي جيدا من تكون ….
قاطعته زوجته بسخط :إذن طلقني الان..
نظرت اخته جهينة نحوه مرددة :اجل يا اخي زوجتك معها حق في ان تطلب الطلاق منك …لانك بدات تشك بها وهي لم تعد تثق بك لانك ماتزال تحب ابنتك وتدافع عنها دون اي دليل على براءتها فقط لانها فقدت انها وباتت يتيمة الام ..عاطفتك هذه سوف تاخذك للجخيم ..اجل ما اخشاه حقا بان اراك يوما ما تشير في الازقة والطرقات ترقص وتغني كالمجنون …اجل …سترك يارب ..ارحمنا ولا تجعلنا سخرية للآخرين ..
الزوجة :سامهلك ثلاثة أيام فقط ..اما ان تطرد ابنتك الغبية سلوى من منزلي او تطلقني …الكرة في ملعبك…
ايام ثلاثة مضت والوالد في حيرة من امره لم يذق طعم النوم والراحة وهو يفكر بما ستؤول إليه الامور ..واخيرا قرر طلاق زوجته على طرد ابنته سلوى..
وما ان اتى اليوم الثالث حتى اتت اخته الكبرى جهينة إلى منزل اخيها ثم اتصلت باخوتها واخواتها ايضا للحضور إلى المنزل …
انها الساعة العاشرة صباحاً..موعد النقاش والحوار الاخير حول سلوى … تفاجأ الوالد بحضور إخوته واخواته في هذا الوقت بالذات…دخلت سلوى إلى الصالون شاحبة الوجه والخوف يملا قلبها وهي ترتجف بعدما سمعته من عمتها وزوجة ابيها من كلام قاس …
وقف الاب امام الجمع مرددا بكل غضب :بعد تفكير طويل وتانيب ضميري .وبناءا على طلب زوجتي بالطلاق مني …قررت ان احقق حلمها هذا …بعد ان شعرت بان مؤامرة تحاك ضدي وضد ابنتي الوحيدة سلوى …
قاطعته اخته الكبرى جهينة بغضب :هل جننت يا اخي حتى تتخذ قرارا بطلاق زوجتك ..
قاطعها اخيها سليم مرددا :ما الذي اسمعه منك يا اخي ..حقا انت تحتاج لعلاج نفسي ..ابنتك سلوى هذه الشقية ..كلنا يعرفها جيدا حتى حينما كانت امها ما تزال على قيد الحياة…انت الان تدافع عن ابنتك وتسعى إطلاق زوجتك …
اسمعني جيدا وامام الملا ايضا ..إن نفذت ما في راسك وطلقت زوجتك ..فنحن جميعا براء منك إلى يوم الدين …
الخيار بين يديك اما نحن وزوجتك او ابنتك …
نريد جوابا منك الان ..ولا تنسى بان ابنتك سلوى سوف تاتي لك بالعار والذل لاننا كلنا يعرفها جيدا …
اقتربت سلوى من عمها مرددة بعد ان مسحت دموعها عن عينيها:لم اتوقع منك يا عمي هذا الموقف..ولا اصدق ما سمعته اذناي منك ومن عمتي جهينة ..هيا اجيباني بصراحة متى كنت شقية واسعى لايذاءكما..اعرف جيدا اتكما كنتما تكرهان والدتي المرحومة وتسعيان لايذاءها بشتى الطرق والوسائل…لكنكما لم تنجحا لان والدتي المرحومة كانت قوية في شخصيتها فكشفت موامرتكما وطردتكما من المنزل …
وانت يا زوجة ابي . لا تقلقي ستغادر المنزل دون طلاقك …لكن اعلمي جيدا سوارك الذهبي الذي اعتقدت باني سرقته ..الا اعرف عنه شيئا ولم الاخظه يوما في إحدى يديك …اعرف جيدا بانك تسعين مع بعض اولاد الحرام لخلق مؤامرة صدي لايقاع فتنة مع بابا …
حسنا سوف اغادر المنزل الان ..لكن لكل حادث حديث ولو بعد مرور زمن …
اقترب الوالد من ابنته مرددا بصوت خانق :لا يا ابنتي الحبيبة انت عرضي وكرامتي انت من رائحة امك المرحومة ..لن اقبل تركك المنزل ..
قاطعته سلوى وهي تمسح الدموع عن عينيها :اعذرني . بل سامحني يا بابا ..فراري هذا اتخذته بكل وعي وإدراك ولن تتراجع عنه ابدا ….
خرجت سلوى من المنزل وهي تحمل بيدها محفظة ثيابها …
لكن قبل ان تفتح الباب صرخت زوجة الاب مرددة :اريد ان افتح محفظتك هذه ..علك وضعت وخبات سوار الذهب فيها ..
قامت سلوى بفتح محفظتها ورمت كل ما فيها على الارض وهي تردد :معك حق يا زوجة ابي …هيا ابحثي بين اغراضي عن سوارك الذهبي الثمين .. هيا ابحثي امام الجميع …بل اتصلي بالشرطة ايضا …
يتبع
قصة بعنوان :الموقف المؤلم
دكتور حسين ديب يونس
لبنان ..
اكاديمي وكاتب.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي