يا أَسْمَحَ النَّاسِ كَيْدُ الفاجرين عَلَا
حَدَّ السماحةِ واستَعْصَمْتَ بالأدَبِ
دم البرية يجري تحت أرجلهم
من صرخة المَهْد حتى ضَمَّة التُّرَبِ
وينسِبون لدين السلم ما طفحتْ
أحقادُهم من صُنوف الويل والحَرَبِ
كَمْ سَلَّطُوا سفهاءَ القوم فاجترأوا
عليكَ يا سَيِّدَ الدنيا وخيرَ نَبِي
إن كَذَّبوكَ فآيُ اللهِ مُعْجِزَةٌ
فوق السمواتِ تُخْزِي أَلْسُنَ الكَذِبِ
أو عَذَّبوك فعند الله مَرْحَمَةٌ
ذاق الخليلُ بِهَا بَرْدًا عَلَى اللَّهَبِ
يا أَثْبَتَ الناس عند البأس عن ثِقَةٍ
بالله راسخةٍ في عاصِفِ الكُرَبِ
الرِّيحُ جُنْدُكَ والأطهارُ كَيْفَ إِذَنْ
تَرْوِي حُلُوقَ الأعادي صَيْحَةُ الغَلَبِ
ما أَخْفَقَتْ جولةٌ مِنْ أَجْلِ مَوْعِظَةٍ
إلا تَلَتْها فيوضُ الفتحِ مِنْ كَثَبِ
ليَعْلَمَ الجُنْدُ أنَّ النَّصْرَ يَسْكُنُ في
يَدِ المُسَبِّبِ لا في وَفْرَة السَّبَبِ
ومَا اعْتَدَيْتَ عَلَى قَوْمٍ ولا غَرَبَتْ
شَمْسُ السَّمَاحَةِ عِنْدَ البَأْسِ مِنْ غَضَبِ
ولا عَدَوْتَ عَلَى شَيْخٍ ولا امرأةٍ
ولا جَرَحْتَ لِطِفْلٍ فَرْحَةَ اللُّعَبِ
ولا أَطَحْـتَ بعَهْدٍ كُنْتَ قاطِعَهُ
ولا دُعِيتَ إلَى صُلْحٍ ولَمْ تُجِبِ **************************
من قصيدة (الفجر المسافر)
منتصر ثروت القاضي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي