رسائل .. (٢)
إلى طاعنٍ ( ة ) في اللامبالاة ..
كم عمرًا تسرّب من أحلامك التي شاخت وهي تحرّضُك على القيامة من استسلامك البغيض ..؟
ولم تعتبر ..
خاصمت الفرح واغتلت شبابه ، وأنت تؤجل لحظات النّور ، أقفلت كلّ نوافذ الأمل واختبأت في العتمة وارتضيت أن تكون على هامش الوجود ..
صممْتَ آذانك عن استغاثة السنوات التي نسيَت عطرَ الرّبيع ، وسخرْتَ من أنّاتها بابتسامةٍ تكادُ تتبرّأ من شفاهٍ متحجّرة ما نطقت يومًا بالحق ..
وذاك الحبيب الذي وأدت نبضه ؟ أتذكره ؟ أتجرؤ..؟
وما هزّك ارتجاف النّدم .. ولا أدّبك النسيانُ الذي مسح اسمك من مساحات الذاكرة ..
وعيناك السجينتان ، تهربان من كل المرايا ، تعتذران من الكحل الذي رسم أخاديد الخذلان على وجنة الدهشة التي لملمت عريها في أكفان الرّحيل ..
وفي مجالس الأشقياء .. كم امتدحوك !
نعم ، فأنت بطلهم الذي تعلموا منه فنون الهروب ودروس الاختباء ..
شوّهت الحب ..
دنّست الصداقة ..
ورقصت في عزاء الوطن ..
وما زلت مقتنعًا أنّك الضحية .. ولم ينصفك ذاك الحظُّ اللئيم ..
لن أطلبَ لك الغفران ، ولن أساومَك على العودة ،
فقط ، كن غريبًا ..
ليس منّا كلّ عابر سبيل !
والسّلام ..
رانية مرعي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي