قبلة سرمدية
فتيحة بجاج السباعي
قُبْلة سرمدية
تلك القُبْلة المعلومة…
هل تذكرها؟
لم تكن عابرة.
فقاعة في غليان.
شاحطة في فوران.
زفرة بركان.
عبثت بمعايير الزمان.
بعثرت معالم المكان.
وقتها،
أنا،
أنت،
هَسْهَسَةُ خطوات المارة،
أََرَقُ السيارات المركونة،
فضول إشارات المرور،
تجسس أعمدة الإنارة،
صخب الشوارع،
إلْتَهَمَنا الغيب، وابتلعنا النسيان.
كل شيء اختفى،
إلا نشوة الليل،
وعذوبة السيل.
تللك القُبُلَةُ المحمومة،
زَلٌَةٌ مجنونة،
هَبَلٌ وهذيان.
حَتْمِيَةُ قَدَرٍ،
اخترقت الحسبان.
جادت اشتهاءا،
دِفْقُ عناقٍٍ باحَ.
وَفَيْضُ حنانٍ ساحَ.
المسافة عبور،
والخطوة سنين،
اللحظة شعور،
والمساء حنين.
الكلام سطور،
والسر حرفين.
تلك القُبْلَةُ الملغومة…
هل تحسها؟
باتت سرمدية.
أبدا، أبدا، لا تُنْسَى.
أبدا، أبدا، لا تُمْحَى.
تُلَيٌِنُ تشققات شفاهي،
مَرْهَمٌ.
وتُنْدٍي يباس رضابي،
بَلْسَمٌ.
أنا من حينها لا أتمضمض،
اكتفيت بالتيمم.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي