تَشيخُ اللَّيالِي
بقلم : بلقيس بابو
تَشِيخُ اللَّيَالِي وَ حُلْمِي عِنَاقُ
سُهَادُ الحَيَارَى و قَلْبِي رِفَاقُ
فَمَاذَا أَقُولُ وَ حَرْفِي كَلِيمٌ
حَرَامًا، دِمَاءي بعِشْقٍ تُراقُ
كَأَنِّي دُرُوبٌ، فَرَاحَتْ تَتُوهُ
وَ منْها الصُّمُودُ وَ مِنْهَا الْإِبَاقُ
قُسَاةٌ، كَأَنْ مَا كَفَى جُرْحُ عُمْري
فَزَادُوا ، إِلَى قَاتِلِيهِ يُسَاقُ
أَضَاعَ الهَوَى مَنْ رمَاهُ بشكٍّ
سَلَامٌ عَلى مَنْ هَوَاهُ الزَّوَاقُ
أيَا مَنْ أَتَى مِنْ زَمَانٍ عَنِيدٍ
فَمَهْلًا، لَعَلَّ السِّنِينَ السِّبَاقُ
فَتَقْسُو بإِيلَامِنَا لَا تُغِثْنَا
بِبُعدٍ وَ هَجْرٍ يهُونُ الفِراقُ
بِبَحْرِ الغَرَامِ رَكِبْنَا القَوافِي
لِتَنْجُو الْأمَاني وَ يَبْقَى الْوِثَاقُ
فَلَمْ يَنْجُ بالوَصْلِ وهْمٌ غَرِيقٌ
وَ لَمْ يَمْضِ لَيْلِي، بصَدْرِي وُجاقُ
رَضَيْنَا بِطَوْعٍ وَ كَانَ الرِّضَا مِنْ
سَرَابٍ وَ صَبْرٍ بِمَا لَا يُطَاقُ
فَأَنَّى أُدَارِي أَنِينَ الفُؤَاد
بِكِبْرٍ كأنَّ الحَيَاةَ احْتِرَاقُ
وَ مَا مِنْ طَبِيبٍ يَعِي لِانْتِكَاسِي
بِلَيْلٍ عَصِيبٍ يَعُزُّ الرَّمَاقُ
يَهُونُ العَذَابُ برَبٍّ رَحِيمٍ
بِغير الهُدَى كيْفَ يُرْجَى انْعِتَاقُ
سَتَمْضِي اللَّيَالِي وَ حُلْمِي فَقِيدٌ
وَ صُبْحِي عَلِيلٌ رَمَاهُ اشْتِياقُ.
