ملحمة..
مرةً أخرى أخوض حرباً بجثتي راغباً فقط بالسلام، أو حتى الاستسلام. قد أرهقني تتالي المعارك وانهمارها دون توقفٍ ولا نتيجة؛ ففي حينٍ أصارع نزعة الأماكن في التحرر من أثري، وفي حينٍ آخر، أقف معترضاً في وجه الزمان متجعد الملامح، ذلك الذي نهب مني الشباب بدقاته المستعجلةِ قبل أن يُكتب لي استقرارٌ وحياة. سئمت عدميّة الوجود، سئمت محاولة البشر في الانسلاخ عن وجوديتي، سئمت العمر المُقنَّع بأوجه الموت. قُتلت مئات المرات دون اكتراثٍ ولا رحمة، وأُجبرت على النهوض من بعدها ألف مرةٍ ومرةٍ ومرة…
واجهتُ وفررتُ. هُزمت كثيراً، انتصرتُ بين الحين والآخر. في كل نصرٍ كنت أقدِّم بعضاً مني قرباناً يتلاشى للعدم، وفي كل هزيمةٍ كنت ألملم نفسي غنيمة حرب. في كلتا الحالتين كنت أمضي مُثقلاً مُدججاً بالندوب عن ساحة المعركة. مضيتُ ومضى الزمان وصار الجرح رفيقاً سرمدياً، لا يقشعه رحيلٌ ولا يُخمده غروب. غرستهُ عميقاً في جسدي حتى أموت؛ عَلِّي أولد من جديد، دونَ ألمٍ، دون عدمٍ، دون حرب…
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي