موطن من ورق
وجدتُ البحــرَ قبطاناً على الأفقِ
وضوءُ الشمسِ ساريةٌ
ترفرفُ نحوها الأمواجُ كي تنجو
من الغرقِ
وكانَ القلبُ فوق الشــطِ
عكازاً
وداليةً من الأحلامِ
بين الدمعِ والحدقِ
وكانَ الرملُ يشكو الوقتَ
للرهبانِ
كيف الأرضُ لم تتعبْ من الدورانِ
في حاكورة السّبقِ
وكيف النهرُ يمشي خلفَ أمنيةٍ
ولا يخشى اختلالَ الخطوِ
في الطرقِ
وكيف قصائدُ الرعيانِ
في الأحراشِ تائهةٌ
وتدنو نحوها الناياتُ موجَعةً
منَ الأشواقِ والقلقِ
وكم علّـيتُ فوق الشّطِ ألويةً
من الأزهارِ
كم جاوزتُ في الترحالِ أوديةً
وكم أخفيتُ خلف الحرفِ
كلَّ جوانحِ النزّقِ
أنا صمتُ الزمانِ الرخوِ
قهرُ مدائنٍ هلعتْ
وباعتْ همسةَ الحبّقِ
وجدتُ البحرَ سمساراً
من الياقوتِ
أعطى الريحَ مركبةً من الأوهامِ
شقّ الأمسَ أشرعةً
وخانَ فراشةَ المعنى
وحطَّ اللومَ في عنقي
أنا وحدي الغريبُ اليومَ
بيتي هدّه الطوفانُ
ارضي شبهُ ضائعةٍ عن التحليقِ
أهلي كلهم غابوا
وروحي آخر الرمقِ
سأبني قصريَ العالي من النارنجِ
والتفاحِ
أبني موطني الآتي
من الكرتونِ والورقِ
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي