عدوّي اللّدود ..
سألني صديق يومًا عن أكبر مخاوفي ، فأجبته دون تردّد ” الفَقد ” .. فأردفَ ومن لا يخاف الموت !
وهل قصدتُ أنا الموت ؟
أخافُ انطفاءَ شعاع الأمل في عيني المستقبل ، فيتوشّحُ الوقت بالسواد ويغيبُ العمرُ في معتقلات الأوهام ..
أخافُ ضياعَ الأمان الذي سيّجتُ به أحلامي فأجد نفسي هائمةً في غربة الأيام أبحثُ عن طيفي الذي ما عاد يصدّق أكاذيب القدر ..
أخافُ رحيلَ الأحبّة بتذكرة من دون عودة ، فتضيع ذكرياتنا من كل الأماكن التي شهدت على وعودٍ سرقها السفر وحلّقَ في السراب ..
أخافُ رياءَ الأعذار التي تهزأ من لحظات الانتظار وتطعن الصدق بحجة انتهاء صلاحية كلمة الشرف ..
أخافُ صمتَ ابتساماتي المتمرّدة فأنا أدري .. وكم أدري ألم اختناق العبرات على الشفاه الدامعة ..
أخافُ انكسارَ الكاردينيا وهي تلفظُ عطرها الأخير ، فعَدُّ الأيّام قبلَ القيامة يحرقُ لهفة لقاءٍ ما عدت أجرؤ على تصديقه ..
أخافُ فقدَ شغفي في لحظة خذلان ، فأنا امرأة المستحيل
أملكُ قلبًا من رحيق يخدشه النسيمُ إن بالغَ في دغدغة أشواقه ..
أخافُ دمعةً ذرفت كلّ آلامها ، وأقسمت على التّيه في دنيا مكرّرة .. وفقدت ذاكرة المواساة ..
هي خصومتي الدائمة مع الحياة .. فقدان هويّتي مع فقدان التفاصيل !!
رانية مرعي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي