رفيف
يا ربما كان الصبا حلماً أو
بدراً في سماء شمس واختفى
يا أسرار الشيب وبريق المنى في
طلة من ذكرى فاضت شوقاً
يا لمحة من ماض بفستان أزرق
ومشية تختال تيهاً وكأنما الدنيا
ضحكت لها ولن تبتهج إلاّ من أجلها
يا عمر الأحلام الواهية هل
من بريق يشرق ويبعث الحياة
في مسكن هناء مضى؟
أم أن رفيف السنا يجوب
في لمحات سهوب الشباب
والشيب والفجر والدجى
ولا يوفر أنسياً؛ حتى الموتى يبعث
ذكراهم وينثر فوق قبورهم
وميض الرجاء و يحتّ إلى
فردوس الجنان مسلكاً
يا ربما طيف الصبا
عبر رهواً أو سجواً
وأمي تنادي: “هيا
إلى الطعام يا خفق الفؤاد
و أزهار الدنى!”
لكأنها ما حيت سوى
لمحات من نزهة مرت
لكأنها عاشت دهراً
سأجمع في كأس ما دار
في خلدي من طيفها
وسأشرب مع كل حنين
نخب الحنان و وردة حب
أسقيها من ماء القلب
وأقطف في كل حين
باقة صدق و كرم و دعاء
ربى منصور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي