نقيَّة فهيم هاني من لبنان .
حائزة على إجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية.
بدأت مسيرتها في الحقل التربوي مدرّسة في التعليم الرسمي .بالإضافة إلى التدقيق اللغوي( لغة عربية) .
لها كتابات ادبية نثرية وشعرية تعمل على نشرها.
عضو في نادي الكتاب اللبناني.
عضو في ملتقى شعراء العرب .
مشاركة في موسوعة ” في رحاب القدس ” بإشراف ملتقى شعراء العرب ورئيسه الاستاذ الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد.
من هنا كان لمجلة ” أزهار الحرف ” التي اسمتها كواحدة من مئة سيدة عربية مبدعة على غلافها ، بمناسبة يوم المرأة العالمي هذا الحوار .
حاورتها جميلة بندر .
- كيف بدأت ِ مسيرتكِ في عالم الكتابة والادب ؟ وما الذي دفعكِ لاختيار دراسة اللغة العربية وآدابها ؟
أهلا بكِ أستاذة جميلة بندر .
بدأت مسيرتي الادبية أثناء الدراسة وخاصة في المرحلة الثانوية . كنت أقرأ باستمرار لأدباء وشعراء لبنانيين وعرب ، واكتب روايات وقصصاً وقصائد احتفظ بها لنفسي.
واعدًُ برامج الاحتفالات التي كانت تقام في المدارس والثانويات . وكانت لي مشاركات دائمة في “مجلة الحائط” وهي عبارة عن لوحة جدارية تحتوي على اجمل النصوص الادبية التي يكتبها الطلاب ، فكانت تنال اعجاب واستحسان المعلمين والطلاب ، بالإضافة إلى تشجيع القيمين .
والدافع الكبير وراء الكتابة هو تذوق الشعر والادب ، وكانت تلك القصائد الرائعة ومنها المغناة لكبار الشعراء الفلسطينيين أمثال محمود درويش وسميح القاسم …وغيرهم من الشعراء العرب ، فكانت بمثابة الهواء الذي نتنفسه في تلك الفترة ..والمحفز للكتابة ، ومحبتي للغة العربية حاضنة الفكر والابداع .
كل ذلك دفعني لاختيار دراسة اللغة والتخصص بها . انتقلت الى الجامعة حيث البيئة الحاضنة والمهد الثقافي لطلبة العلم .حصلت على الإجازة في اللغة العربية وآدابها.. واعمل على انجاز رسالة الماجستير .
ودون التمكن من اللغة والاحاطة بها وبمكنوناتها لا يمكننا الكتابة شعرا او نثرا لما لها من تأثير مباشر على الكتابة .
- كيف تأثرتِ بتجربتك في المجال التربوي وكونكِ مدرّسة ؟ وما هو دور التدقيق اللغوي في حياتكِ الادبية ؟
إنها تجربة غنية على كافة الاصعدة ، تأثرت بها واثرت ، فالتعليم وغرس بذور الثقافة والادب والأخلاق ليس بالأمر السهل للوصول بالتلميذ إلى المستوى العلمي والفكري والاجتماعي اللائق به . اعتبر ان الطالب هو أمانة وضعها الاهل بين ايدينا من هنا تبدأ الرسالة .
التعليم محطة اساسية في حياتي العملية ، حققت من خلالها هدفا نبيلا ساميا وانا افتخر بما أنجزت وبهذه الرسالة وبصداها الايجابي . وجميل ان تترك أثرا والأجمل ان تكون المثل والقدوة .
للتدقيق اللغوي دور كبير في سلامة اللغة من الشوائب وعدم الوقوع في الاخطاء، من هنا كان عليّ التمكن والإلمام بالقواعد الاملائية واللغوية والصرفية وفهم النصوص لتكون الكتابة صحيحة مما زاد من ثقتي بنفسي في هذا المجال.
- ما هي أبرز المواضيع التي تهتمين بتناولها في كتاباتكِ الادبية ؟ وكيف يمكن للأعضاء في نادي الكتاب اللبناني ان يستفيدوا من تجربتكِ ومساهماتكِ ؟
هناك مواضيع كثيرة أود أن اتناولها واكتب عنها .فالمشاهد التي تطالعنا يوميا كثيرة وطبيعي ان نتفاعل ونتأثر بها ، كحقوق الإنسان والحرب والعدالة وغيرها مواضيع كثيرة يفرضها الإلهام والمعاناة كلها تستفز عقولنا واقلامنا وتستوطن صفحاتنا.
ونحن في نادي الكتاب اللبناني عائلة كبيرة مائدتها الادب والثقافة ، وعلى المحبة نلتقي ، فيتم عرض المقترحات والمواضيع التي تساهم في اثراء الوعي نحو مستويات اكثر نضجا وإضاءة على اهم القضايا والتحديات . نتبادل الأفكار والآراء والمناقشات في الامسيات واللقاءات والندوات الثقافية والادبية باستمرار فنغتني من عبق الثقافة الممزوج بالمحبة والعطاء ونغني .
- كيف يمكن للمشاركة في موسوعة “في رحاب القدس” ان تلهم الشعراء وتساهم في تسليط الضوء على قضايا مهمة ؟ وكيف كانت مشاركتكِ أنت بشكل خاص ؟
بداية فخر كبير لي ان أشارك في موسوعة “في رحاب القدس ” وجزيل الشكر للشاعر المبدع ناصر رمضان على هذه الخطوة المهمة في فضاء الثقافة والاضاءة على الحرب في غزة .
هذه الموسوعة كان لها الصدى الايجابي في تسليط الضوء على قضية مهمة من القضايا العربية ودعمها ثقافيا في زمن لم تستطع الطلقة او الرصاصة ان تحرر الإنسان من الظلم والاجرام ، ولم تكن هي الوسيلة الوحيدة للتحرر. فنحن اليوم نواجه بربرية ما عرف التاريخ الحديث مثيلا لها ، فتغيرت المفاهيم وساد الظلم وبقيت الآلة الحربية هي المسيطرة .أمام هذا الوضع كان لابد من الدعم الثقافي ، ولعل الكلمة تبقى السلاح الحضاري الهادف لدعم أهلنا في فلسطين فالكلمة هي السلاح وهي الصرخة المدوية، والصفعة في وجه الظلم وموت الضمائر ،وهي النضال والثورة والمقاومة الثقافية الرافضة لمبدأ العنف الذي يُفرض على الشعوب . وهذا ما رأيناه في شعر معظم الشعراء الفلسطينيين وغيرهم من الشعراء العرب فتمت تسميتهم بشعراء المقاومة ، ومعظم عناوين قصائدهم تدل على الامكنة واسمائها والارتباط بها والانتماء إليها. بذلك يتم استنهاض العقول واستمالتها للدفاع .
فالارض هي الهوية والانتماء، هي المرأة والطفل .. كما قالت فدوى طوقان (هذه الأرض امرأة) وان سرَّ الخصب في الإثنين معا .وكما قال الشاعر ناصر رمضان ( باقون بقاء الصعتر والزيتون)
فوق صدر الارض بحبر الروح والانتماء نكتب . انها الكلمة المقاومة وانه التشبث الارض والدفاع عنها .
هي مقاومة ثقافية توثق الاحتلال ، الأرض، الحزن ، المأساة… يبقى هدفها راسخا في ضمير الإنسانية للعبور نحو غد تتحقق فيه العدالة والسلام .
- كيف تعالجين التوازن بين حياتكِ الشخصية والعملية والادبية ؟ هل لديكِ اية نصائح للشباب الطامحين لتطوير مهاراتهم الادبية والانضمام إلى نوادي الكتاب ؟
الوقت الضائع لن يعود، لذا علينا استثماره بالطريقة المناسبة .
فأنا ارتب أوراقي اليومية استنادا إلى برنامج عمل أقسم الوقت على اساسه لأحقق الراحة في أعمالي وأصل إلى أهدافي المرجوة . فالتنظيم هو النجاح، احترم الوقت فهو مهم جدا نسبة للدور الملقى على عاتقي ، احدد الأولويات واعمل على أساسها ليتم التوازن بين حياتي الشخصية والعملية والادبية .
هناك وقت محدد لكل عمل اقوم به ، اتقنه واعطيه من ذاتي . واقول للشباب الطامحين لتطوير مهاراتهم ، عليهم أن يستفيدوا من الوقت خاصة أثناء دراستهم للتزود بالمعلومات والمهارات ومتابعة مكتسباتهم الثقافية لصقل مواهبهم والوصول إلى ما يصبون اليه ، ويكونوا في المستوى الذي يؤهلهم الانضمام إلى نوادي كتاب .
- كيف تعتبرين دور المرأة العربية في المجتمع اليوم ، وكيف تتناولين هذا الموضوع في كتاباتكِ؟ وما هو تأثير اختيارك كواحدة من مئة سيدة عربية مبدعة على غلاف مجلة “أزهار الحرف” على مسيرتك الادبية ؟
إن التغيير الايجابي الذي يسعى اليه المجتمع يعود إلى دور المرأة لأنها المحور فيه ، ويمكّنها من القيام بدورها الفاعل والمؤثر. فهي لم تلتزم فقط برعاية اسرتها ولا ينتهي دورها في تربية الاجيال والخلق ، بل لها دور كبير في شتى المجالات . وتتنوع أدوارها بناء على مؤهلاتها العلمية والاجتماعية.. لقد أصبحت تشكل قوة داعمة لتطوير المجتمع والنهوض به نحو الافضل ، وشريكة في تحمل شؤونه .
وعلى الصعيد الثقافي لها حضور بارز، فساهمت وتساهم في اغناء واثراء الفنون الادبية كافة وخاصة الرواية العربية، ما يعكس الانفتاح الملحوظ للمرأة على المستجدات في الادب العالمي . وذلك أدى إلى اتساع مساحة تحرُّرِها في المجتمع العربي والقدرة على مواجهة تحديات العصر .
وتحية للمرأة الفلسطينية ولحضورها الذي يحتل مساحة العالم ، في ظل الإبادة والوحشية ، فهي تصنع خبزها
بالقهر الممزوج بالنار والموت . نصرخ عاليا لهذا النضال النسوي تحت الاحتلال وهنَّ يتعرَّضن لأقسى أنواع الظلم والموت المتعمد في ظل آلة حربية لا ترحم .
أنني سعيدة جدا لاختياري واحدة من مئة سيدة عربية مبدعة على غلاف مجلة ” أزهار الحرف” وأعتز بهذا الإنجاز المستحق لي ولسيدات عربيات مبدعات أثبتن وجودهن في فضاء ثقافي لا يحده مدى ، وله انعكاس كبير على متابعة المسيرة الادبية .
وكل الشكر للشاعر المبدع ناصر رمضان رئيس تحرير مجلة ازهار الحرف ولفريق العمل على الجهود المبذولة .
- هل لديكِ تجربة معينة في سبيل النشر او الترويج لأعمالكِ الادبية ترغبين في مشاركتها ؟
لم يكن لدي تجربة في الترويج لأعمالي عبر دور النشر لغاية الآن . فأنا في صدد انجاز أعمالي الادبية الشعرية والنثرية، منها ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المجلات فقط .
- ما هو الدور الذي تلعبه المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الادب ونشر الكتب؟
إنه مسار جديد رسمته المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي . فتوسعت دائرة الانتشار للأدب، ونجحت في إحداث تغيير كبير في عالم الكتابة الادبية ، وأحدث ثورة إبداعية جديدة كانت كامنة بسبب الوضع العام المتردي على كافة الاصعدة .فكان الانتشار السريع ، والتواصل المباشر مع القارئ العام ، وذلك انعكس على الكتابة الشعرية او النتاج الأدبي . فتعددت الملتقيات والمنابر ، واتسعت مساحة النشر واصبحت القدرة على الانتشار اقصر. فكل من يريد النشر يمكنه متابعة الأحداث وبثها عبر التطبيقات المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي . مما أتاح تفجيرا لطاقات ومواهب مختلفة . فكانت كتابة الرواية والقصة والشعر ومختلف الفنون الادبية مما يشير إلى أن دور المنصات ووسائل التواصل، وبالتدريج عبر مراحل مستقبلية سيتغير فيها كل شيء .انه تطور ودور هام ينعكس ايجابا ويشجع على الكتابة والنشر ، ويعزز من الوضع الثقافي العام . ولكن يجب التمييز بين الجيد والرديء خاصة جيل الشباب .
- هل تعتقدين أنه يمكن للأدب ان يساهم في تعزيز الوعي الثقافي والسياسي لدى المجتمعات ؟ وبرايكِ هل من تحديات معينة تواجه الكتاب اللبنانيين في الوقت الراهن ؟
بالتأكيد يساهم الادب في تعزيز الوعي الثقافي والسياسي شرط اعتماد الرؤية والهدف السامي ..
فالأدب هو التراث الحضاري وهو الأساس لبناء مجتمعات راقية متحررة. ويعمل على نقل الأفكار والقيم والمفاهيم الثقافية إلى الاجيال اللاحقة. كما يتعرف العالم على الحضارة العربية من خلال تصدير الثقافات والعمل على ترجمتها (التبادل الثقافي) ويزيد من الوعي لدى الافراد، من خلال التعرف على افكار وعوالم جديدة ، ونشر القيم بالإضافة إلى نشر الوعي بالقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
وليس المسرح والرواية والشعر والقصة ….وغيرها من الفنون ، الا أدوات فعالة في توسيع مساحة الوعي والادراك لمفاهيم وقضايا تهم المجتمع ، كالديمقراطية والعدالة والحرية ، إلى ما هنالك .
في الوقت الراهن يواجه الأدباء والكتاب في لبنان ، تحديات كبيرة منها :
- النشر والتوزيع وتسويق الكتب .
-انخفاض المستوى الثقافي العام في المجتمع .
– تناقص عدد القراء ، وعدم الاهتمام من الجيل الجديد بالكتاب او بالثقافة عموما .
– اختصار المعارف على الاختصاص وعدم الشمولية ، الا بمبادرة شخصية كهواية .
– مسؤولية دور النشر ، واستغلال الكاتب، ووضع شروط قاسية .
الانتقائية في موضوعات قبول النشر او رفضه بنظرة تجارية اكثر منها ثقافية .
- الوضع الاقتصادي وغلاء كلفة النشر
- الوضع العام ، الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة ، والتحديات الآنية التي يعاني منها الكاتب في لبنان باستمرار .
- بالتالي ظهرت خيارات بديلة منها منصات لبيع الكتب على المواقع الإلكترونية ، وأصبح الكتاب الرقمي هو المهيمن ، وأحيانا يتوافر مجانا وأقل كلفة من الكتاب الورقي ، عابر للحدود ، ويسهل وصوله بسرعة ، ويلائم حياتنا العصرية .
- ما رأيكِ بالملتقيات الشعرية وخصوصا ملتقى شعراء العرب الذي يراسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
الملتقيات الشعرية مساحة ثقافية هامة للشعراء، وتلعب دورا بارزا في تعزيز الادب والتواصل بين الثقافات المختلفة ، ويجب تشجيعها كوسيلة لرفع المستوى الادبي واغناء المعرفة وتطويرها ومدِّها بكل ما هو جديد . وهنا لا بد من توجيه تحية شكر وعرفان بالجميل للأستاذ الشاعر ناصر رمضان رئيس ملتقى شعراء العرب ، العازف على أوتار الثقافة فيه وصاحب بصمة كبيرة تركت وتترك اثرها في نشر الادب ،فجعل من الملتقى ملاذا يلجأ اليه الشعراء لتبادل ونشر ثقافة تلعب دورا
هاما في تكوين رؤى وتطلعات جديدة
لإرساء المعرفة .
ولي شرف الانتماء بأن اكون عضوا هذا الملتقى .
أتقدم بجزيل الشكر من الشاعر ناصر رمضان رئيس الملتقى ورئيس تحرير
مجلة ازهار الحرف والقيمين على الاعداد .
وتحية لكِ أستاذة جميلة على هذا اللقاء .
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي