فيلم “الدشاش” (2025): عودة محمد سعد إلى القمة
شاهدت اليوم فيلم “الدشاش” للنجم محمد سعد، ووجدته بمثابة نقلة نوعية في مسيرته الفنية، حيث استجاب لمطالب الجمهور والنقاد، وقدم أداءً مختلفًا أثبت من خلاله أنه أحد أبرز نجوم التمثيل. في هذا العمل، أظهر محمد سعد عمقًا دراميًا وقدرة على التحول بعيدًا عن النمطية التي ميزت بعض أعماله السابقة.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول “بدير الدشاش”، وهو صاحب كباريه يعيش حياة صاخبة ويسعى إلى تحقيق الثروة بأي وسيلة ممكنة. يجد الدشاش نفسه محاطًا بالكثير من الأعداء الذين يسعون لتدميره، ومن بينهم:
راقصة (نسرين أمين) رفض الزواج منها، فتحاول الانتقام منه.
تاجر المخدرات “فهد” (باسم سمرة)، الذي يرى فيه منافسًا يجب القضاء عليه.
المحامية “لبنى” (نسرين طافش)، التي تعمل على تغطية أعماله غير القانونية ولكن تخطط لاستغلاله لصالحها.
الجميع يتفق مع الطبيب “عوني” (خالد الصاوي)، الذي يدعي أن الدشاش استولى على جزء كبير من ثروته بطرق ملتوية. يتم وضع خطة للإيقاع به، حيث تُضاف مادة غريبة إلى مشروباته، مما يؤدي إلى شعوره بدوار مستمر. عندما يذهب إلى الطبيب عوني للكشف، يخبره الأخير بأنه مصاب بورم في المخ، وأن أمامه أربعة أشهر فقط للحياة.
التحول الدرامي
صدمة الخبر تدفع الدشاش إلى التخلي عن حياته السابقة، حيث يغلق الكباريه ويتوجه إلى أحد المساجد القريبة من مقابر أسرته. هناك، يجد احتواءً ودعمًا من إمام المسجد “الشيخ توفيق رشوان”، الذي يقوده إلى التوبة ويشجعه على العمل كعامل نظافة في المسجد انتظارًا للموت.
تمر الأشهر الأربعة، ويصاب الدشاش بنوبة دوار جديدة. يذهب معه إمام المسجد إلى طبيب جديد، فيكتشف أنه لم يكن مصابًا بالسرطان، بل كانت خطة مدبرة للإيقاع به.
يقرر الدشاش الانتقام من كل من خانه، لكنه هذه المرة يعتمد على أساليب مختلفة. بمساعدة سكان الحارة وأهل مقابر أسرته، إضافة إلى دعم تاجر المخدرات “الباشا”، يستعيد مكانته ويواجه أعداءه بذكاء. في النهاية، ينتصر الدشاش، لكنه يقرر التخلي عن حياة الفساد، ويبدأ صفحة جديدة أقرب إلى التوبة والعمل الصالح.
الفيلم يركز على ثنائية الخير والشر، حيث يبرز الصراع بين المسجد والكباريه، وبين التوبة والفساد. على الرغم من جودة الأداء التمثيلي، خصوصًا من محمد سعد، إلا أن السيناريو عانى من بعض الثغرات والنواقص. الخاتمة جاءت متوقعة إلى حد كبير، وكان من الأفضل تقديم نهاية غير تقليدية تعكس حبكة أكثر تعقيدًا.
يُعد فيلم “الدشاش” شهادة على موهبة محمد سعد، الذي تمكن من تقديم شخصية مركبة تحمل تناقضات عديدة، بين الطموح المادي والرغبة في التوبة. نجاحه في هذا العمل يثبت أنه قادر على العودة بقوة إلى الساحة السينمائية إذا حصل على سيناريو قوي وحبكة محكمة.
طاقم العمل
محمد سعد: بدير الدشاش
زينة: صفاء
باسم سمرة: فهد
نسرين أمين: ولعة
خالد الصاوي: د. عوني
نسرين طافش: لبنى
مريم الجندي: منى
أحمد فهيم: قناوي
التأليف: جوزيف فوزي
الإخراج: سامح عبد العزيز
في النهاية
“الدشاش” يعيد محمد سعد إلى مكانته الطبيعية كنجم سينمائي موهوب. ومع وجود قصة أكثر تماسكًا وسيناريست محترف، يمكن أن يتربع على عرش السينما من جديد. سعد فنان يمتلك طاقة جبارة وموهبة فريدة، ويستحق فرصًا أكبر لتقديم أدوار تليق بإمكاناته.
مبارك للفنان هذا النجاح، ونتمنى له التوفيق في أعماله القادمة.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي