نهفة
للنهفة مذاق و طعم خاص بها لانها تلازم الصدفة في الحدث من جهة وتحمل الفوارق بصورة عامة ما بين البشر… و للنهفة فوائد المعرفة الجديدة و أيضا توسيع المدارك الفكرية التي قد تكون غير معروفة مسبقاً. أذكر أنني كنت متوجهة لسفري نحو يوغسلافيا مروراً بأثينا وبقيتُ يومين في (اثينا) ثم توجهنا أنا و زوجي ليوغسلافيا عام 1993 حيث كان حصوله على الدكتوراه، و كان حلمي أن أحمل الشهادة له – وأقدمها له مع قبلةٍ ؛ لأنه حقق حلمي … ثم قررنا أن نشارك في رحلة الفندق الذي نزلنا فيه، و هي قضاء ليلة على الساحل لتناول مأكولات بحرية و كان المرافقون كثراً حتى إن طاولة الطعام المؤلفة من عشرين شخصاً كانت مكتملة النصاب، وبالصدفة جاورتني امرأة امريكية الأصل ، جميلة المحيى مسنة، لكنها أضافت لشكلها لمسات لطيفة أرجعت إليها رونق الشباب ببسمتها الجميلة و بثوبها الأحمر المزين بورد (الجوري)، و بجوارها الودود حاولت مراراً أن تضمني قائلة.. (هاو اي لايك يو) .. ابتسم لها واشكرها، و بين لحظة وأخرى تعود الجملة نفسها…..وكأنها تعرفني من دهر…. وعاطفتي جياشه لا تتحمل اللمسات، إلى أن أنهيتا طعامنا … وبدأ كل واحد يخلي مكانه، ونحن ننتظر دورنا. أما هي و زوجها فقاما بسرعة وتوجها نحو الخروج …. التفتُ نحوها، وإذا اصبحت بعيدة عني نهضت بغوغائية وهرعت خلفها بسرعة جنونية (وينك وينك ما ودعتك اقترب زوجي و امسك بيدي ، الى اين؟! والضحكة مرتسمة على وجههِ، أحبته لم أقم بالواجب بتوديعها.
تعالي حبيبتي، سلامتك .. العافية! ألم تري أن الكأس كان صديقها كل السهرة والأن قد عمل مفعوله… لا تلوميها….
الروائية العراقية ساهرة سعيد تعدّ من الأصوات الأدبية المميزة في الأدب العراقي المعاصر. تمتاز كتاباتها بالغوص في عمق التجربة الإنسانية،...
اقرأ المزيد
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي