لقاءٌ عابر
في زمن البوح
عبرت كلماته مقهى الروح
وراحت تبحث عن كرسي
تستند إليه لترتاح
أتعبها السفر
وأضناها
فراحت تطلق شهقتها
زفيراًينفثه
كلفافة تبغ محترقة .
…………….
في زمن البوح
عبر سليل الحوذيين
بوابة روحي
أطلقت نداءً
لاتدخل …
لا أحد هنا.
…………..
تابعَ …
جلس يقلِّب جريدته
منتظراً كأس الشاي المعتاد
وأحاديث عن أخبار سيئة
جلبتها محطات التلفاز .
…………..
كنت أتحسس لهفته
وبعض الآهات
وأغالب ضعفي …
باغتني صوته …
ياسيدة الينبوع !!!
فتفجرت حنيناً
شلالاً من شوق ودموع
هدهدني صوته
مثل تسابيح ….
تحمل رائحة الأرض
ولون التوت الشامي .
بعثرني ….
برسائل من ماءٍ وعطور.
…………
صوته يعبرني..
يجتازسنوات ….مرت
داهمني حضوره
ناداني …
أتعرَّف اسمي…
تداعت صور في رأسي
أُنصتُ
أَتذكر
أتلمس وجهي
تتسلق هيدرا شباكي
يمتد اللبلاب
على الجسد المنسي
أفتح بوابة شرنقتي
تتساقط أوراق التوت
أتعرى ببطء
أتنفس قهري
تحاصرني شرنقة من وهم
تفاجئني العتمة
وأنياب تنشب في الضوء
ألتف
أنحسر
أتكور
مثل جنين…
يرشح من شجن دمعي
أستسلم…
……………
العابر سفر الأيام
غادر ملتحفاً صمته
أوراقه وحدها
بين يديه
وأنا وحدي ….
عند البوابة
أرقب مايحدث .
…………..
يسكنني حزن المرافئ
ومحطات انتظار بعيدة
يسكنني الفرح العابر
على الشفاه
الحزينة
وضباب ينسدل ببطء .
………….
كان يحب القراءة على ضوء الشمعة….
يمربيده على شعلتها ،
ليتأكد أنه لازال حياً …
وحين ينتهي من كتابة قصائده
يحتفظ بيديه مخبأتين .
فينتهي لقاؤنا بغير عناق .
…………..
يأخذني الحنين إليه
أحلم بجناحين
وباقة ورد .
………………
ذات مساء
كانت أعمدة النور
تحكي للشارع عنا
وقع الأقدام يسامرنا
كانت أياماً ومشاوير
صارت طاولة وكرسيين
في مقهى الروح.
………………
ثمة حب خلق ليبقى
وحب لم يبقِ على شيء .
لاذاكرة لنهر جف
ما بقي
مُجردُ.. حَتْ
ما أقسى أن يخدعك الضوء
فتنشب أظافرك
في الطمي
وتفاجىء ببقايا أشلاء وأشنات
تفقد صوتك
وتلبس صمتك.
………..
وحدي أقبع في ذاكرتك
أتغلغل بزوايا روحك
فتقول :
أيتها المشتعلة في الروح
لماذا أجيء إليك
هادئاً …كشاة
وأعلنك تجاه العالم
ثائراً… كبركان
أسألُكَ:
لماذا أُقبِلُ نحوَكَ مسالمةً
فيصير الألم مجرد صرخة
والحب قُبلٌ تضيء كشمعة ..
……………
نتذكر..
في مقهى الروح
ثمة سيدةٌ عاشقةٌ
وثمة شاعر
وعلى المنضدة
أوراق أقلام وقصائد
وسنوات وسنوات مرت
ذلك كان
لقاء عابر.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي