#صدر_حديثا | دراسات ومقالات في التراث الشعبي العربي، التعاون الثاني للكاتب د. عصام خليل الدايح، مع اسكرايب للنشر والتوزيع، بعد كتابه الأول “الحوار في القرآن الكريم والسيرة النبوية”.
لقد ساهم التُّراث الشَّعْبي بتطوير الذوق الحسي، والفني، والجمالي، وحَّفز الإنسان دائمًا على العمل، والعطاء، والإبداع، والشفافَّية … وعلى مَرِّ القرون قدَّم هذا الأدب للناس بمختلف لغاتهم زادًا لغويًا مهمًا أثرى اللغات القوميَّة، وحدَّد خصوصيتها، فضلًا عن أنَّ هذا الأدب يغرسُ في فطرة الإنسان الانتماء للأوطان، ويحضُّ على الحُبِّ، والخير، والجمال .
لقد أثَّرت الآداب الشَّعبيَّة تأثيرًا كبيرًا في سيكولوجية الشعوب، وسَمَتْ بأذواقِها، وعملتْ على تهذيبها، فعمَّقت الصلات الإنسانيَّة بين مختلف شعوب العَالَم، فمهما اختلفتْ لغات هذه الفنون، وأشكالها، وأساليبها؛ فهي تنهلُ مِنْ معين واحد، هو: مَعِين التجربة الإنسانيَّة.
إنَّ الملامح الإنسانيَّة التي انطوتْ عليها الآداب الشَّعْبيَّة هي التي أهَّلتْها في الماضي؛ لكي تبقى، وهي التي تؤهِّلُها الآن، ونحنُ على أعتاب القرن الحادي والعشرين؛ لكي تبقَى، وتتطوَّر، وتتجدَّد، وتستمرّ.
إنَّ الدراسات في التُّراث الشَّعبي ضرورة مُلِحَّة؛ لتسليط الضوء على جوانب كثيرة في الأدب الشَّعبي العربي اقترابًا وافتراقًا، ولا غرابة إزاء تنوع الأدب الشعبي العربي، وغناه، وتنوُّع لهجاته المحليَّة ضمن اللغة العربية الواحدة أن نتناول أشهر نماذجه بالبحث، دون أن يُقلِّل ذلك مِنْ شأن أنواعه الأخرى.
وقد تناولتُ في هذا الكتاب مجموعة مِنْ مفردات التُّراث الشَّعبي الشِّفاهي والمادي على حدٍّ سواء، في عدة دول عربية؛ سعيًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذُهُ مِنْ هذا التراث العريق، وسعيًا للحفاظ عليه، وتوثيقه، ونشره، ولإظهار التشابه الكبير في التُّراث الشَّعبي العربي، وفي ذلك دلالة أكيدة على أصالة الذاكرة الشَّعبيَّة الجماعيَّة العربيَّة.
دراسات ومقالات في التراث الشعبي العربي
د. عصام خليل الدايح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي