قراءة في كتاب
من وراء النافذة
للدكتورة الشاعرة نادين عَدْرَة
قراءة في كتاب من وراء النافذة
للدكتورة الشاعرة نادين عَدْرَة
الكتاب مؤلف من ١٢١ صفحة، طبع عام ٢٠٠٩، في طرابلس-لبنان.
صورة الغلاف لدانا سفر بشناتي
هو كتابْ شعريّ، نثريّ، قدمتْ له دلال أنور عدرة.
الكتاب مقسّمٌ إلى أربعة محاور من القصائد النثريّة وعددها ستّون.
١- من كاتبةٍ إلى جدّها، ٥ قصائد
٢- لا تقفلوا نافذتي،١٦ قصيدة
٣- لا ابحث عن وطنٍ ، 17 قصيدة
٤- نقاطي الثلاث، 22 قصيدة
كتبتْ الشاعرة على الورق، بأسلوب راقٍ شفّاف، هي التي تسلّحَتْ بالعلم والقلم، وعشقتْ الوطن وكتبتْ فيه القصائدَ النثرية الملوّنة. تارة ثارتْ على الحرب وطوراً كتبتْ ثورتها على أهلِ السياسةِ بأدبٍ ورقيّ.
رفعتْ إلى الورق، حبّها لعائلتها، ولجدِّها (الصحافي عدرة صاحب جريدة الحضارة الطرابلسيّة)، على وجه التحديد، هو الذي لم يغادرها لأنهُ يعيشُ عبر قلمِها، وحروفها وقصائدها.
اعتصرَتها الغربة فكتبتْ حروفاً من دموعٍ ، وظمأت للحرية وثارتْ على الظلم. حملتْ راية القلم كما حملهُ جدُّها فورثتْ عنه حبّ الكتابة وحبّ اللغةِ العربية والأدب.
إنّها العالِمة بكلّ الحروف التي أعطتها نُبلَها.
كتبتِ الحبَّ والحريةَ والوطن والغربة، وجع وألم الفراق، كتبتْ للحبيب، كتبتْ لها وله، فتشتْ عن الوطنِ الهاربِ من العذابات، وجدتهُ معها يرافقها، أينما كانت في غربتها، لانّها وضعتهُ في قلبها.
تناثرتْ حروفُ قلَمِها إلى قلبي. بقلم المبدع كتبت الثورة والحرية، وتعالتْ على الجراح. نقلها القدرُ الى نوافذِ الانتظار في القرية، فنقلتْنا عبر نصوصٍ سحريّة الى عالمِها الورديّ حيث يحلّ السلام.(صفحة ١٣٨).
كتبت في الصداقة ( صفحة ٤٧) و انتصرتْ على ال”أنا” بحروفٍ لا جنسيّة لها سوى الحبّ. حوّلَتْ مشاعرها إلى كلماتٍ كما علَّمَها النسيان، (صفحة ٥٥)
قالتْ لبنان لنا ( صفحة ٦٤). تعيشُ شاعرتُنا في حنينٍ دائمٍ إلى رائحة التراب (صفحة ٦٦). ما زالت نادين عدرة تنتظر الحرية (ص ٦٨ )
هي التي لا تعرف كيف تصلُ الشعوب إلى الحرب (صفحة ٧٠) وما هدفها إلّا كتابة القصائد، لتصل بها إلى هناك، ( إلى لبنان)، (صفحة ٧٤)، الذي تحمله في قلبها، (صفحة ٧٦). سلاحها عِلْمُها، ولكنّ سلاح السياسيين أقوى منه (صفحة ٧٦).
غريبةٌ أنتِ أيّتها الشاعرة،( صفحة ١٠٦)!
رَحِمَ الله جدّها الذي اغرقَ بها في عالم الحروف، و إلى المزيد من التألق والكتابة.
اكتبي يا نادين الحب والغزل، الحرية والوطن لأنّ حروفكِ المتناثرة تدخل القلب عبر ثورةٍ حرة.
إطمأنّي يا شاعرة، فَروحُ جدّكِ حلّقَتْ في العلاء عندما قرأَتْ حروفكِ، لأنّكِ فتحتِ لنا نافذةً على الحضارة، والتألّق. لم تُضيّعي العنوان أبداً. لملمي حروفكِ المبعثرة، افتحي نافذةً أخرى على الدفاتر، لكي نقرأها ونتمعّنَ فيها كالصّلاة.
لا تُخبِّئي الكلمات، اكتبيها، أُنثريها عبيراً على الورق لأنّ الكتابة تليقُ بك.
حينَ أنهَيْتُ كتابكِ، الذي عشِقْتُهُ، وجدتُ الأرضَ صغيرةً، والغربة كبيرةً وموجِعةً، والحنين يتصاعدُ، والحرية يفوحُ عِطرُها، وما زلتُ أشمُّ رائحتها عبر عطرِ حروفكِ الأنيقة.
لا يحلو الوداع يا نادين، ولو سبقتْهُ آلاف الورود المعطّرة برائحة المطر.
اكتبي ولو كلمة واحدة، ليحلو الوداع ويعبَقُ برائحة الحنين ووطن الغربة، في الغربة عن الوطن، الذي يعيش في أعماقكِ.
رنا سمير علم
29 ايلول 2022
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي