ياخير من وطِئَ الثرى
ياخيرَ مَن في الكونِ قد وَطئ الثرى
من طيبِ ذكركَ في الدُجى ذهَبَ الكرى
لا والذي رفعَ السَماءَ وما بها
ماكانَ مثلُ مُحَمّـــدٍ بين الورى
نُورٌ على نُورٍ خُلقْتَ مُكَمَّلاً
فوقَ الرُؤى خُلُقَاً وَخَلْقَاً مُبهِرا
قبلَ الرسالةِ ..قبل ليلَةٍ قَدْرِها
مِنْ كلِّ مَنْ في الأرضِ كُنتَ الأطْهَرا
إنّ المَجالسَ لو ذُكِرْتَ تَرّنَّمَتْ
بعَظيمِ ذكْرِكَ والهَواءُ تَعَطَّرا
سُبحانَ مَن أعطاكَ كوثَرَ جَنّــةٍ
أبَديّـةٍ وَدعا عَدُوَّكَ أبْتَرا
يارحمةَ اللهِ التي هَبطَتْ على
مَنْ ضلَّ عن درْبِ الهُدى وتَحَيَّرا
بشريعَةٍ سَمحاءَ لا عِوَجٌ بها
نزَلَتْ عليكَ فُصولُها كي تَجْهَرا
مِنْ بَعدِ ما غَطّى الظلامُ رُبوعَها
بكَ شَعَّ نُورُ اللهِ من أمِّ القُرى
وتُحيطُكَ الصُحُبُ الكرامُ كأنّهُمْ
أقمارُ ليلٍ للذي ضلَّ السُرى
أنتَ السراجُ تّشَعْشَعَتْ أنوارُهُ
والكونُ للثَقَلينِ منكَ تَنَوَّرا
جلّ الذي أعطاكَ أعظَمَ رَحمَةٍ
وعلى طُغاةِ الأرضِ سَيفَاً مُشْهَرا
أنتَ الشَفيعُ إذا الجحيمُ تَسَعَّرَتْ
بلَهيبِها وَثَرى القُبورِ تَبَعْثَرا
منها تَلوذُ بكَ القُلوبُ وَتَحْتَمي
تَرجو الدَليلَ على الصِراطِ لتَعْبُرا
فَيَراكَ خَلْقُ اللهِ في أهوالِها
بمقامِكَ المَحْمودِ بَدراً مُزهِرا
فتَقودُ بالنُورِ الذي بكَ أُمّـــةً
تَبِعَتْ خُطاكَ لكي تَنالَ الكوثَرا
لِجَلالِ مَدْحِكَ قد جَعَلْتُ مِدادَهُ
من دَمعِ ساهرةٍ بحبِّكَ قد جرى
صلّى عليك اللهُ ماسَقَطَ النَدى
فَجراً وَما صَوتُ المَنائرِ كَبّرا
ليلاس زرزور
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي