بلا رتوش
في ليلة تضج بالصراخ
خرجت اللغة من وكرها
لتحتل الورق
وفي لحظة كاشفة
شعرت
أنني اثنتان
امرأةٌ من طين الآلهة
وضع الشيطان
يده على التاريخ
محاولاً قتلها.
وامرأةٌتشكلت
من الأنقاض
وتلال الخطايا
فحملت جيناتهابذوراً
أخفتها
في الزوايا المظلمة
فتناسلت
توائم من الخبثاءواللقطاء.
كانت ليلةًغارقةًبالخرافة والوهم
حين حاولت الدنو
من مرآة روحي
لأسترد حاضري
بعيداً
عن وجع وعيٍّ يقهرني.
علَّني أفلت
من مشاعر آسنة
تسكب الشهوة في قوارير
على موائد الجبناء.
رحت أنظر في تفاصيل
أنثى بكامل الدسم
خَرَجَتْ للتو من بين الركام
معفرٌ وجهها
بغبار الخديعة
ضاق شهيقها
وهي تلعق ملوحة العرق
المتصبب من هلع
مشدوهةً
عارية اليقين
عَرَفتْ أن
القبح لم يكن ماتكشَّف
من عوراتنا
القبح لم يكن جسداً
ولا كلماتٍ بذيئة
القبح أفعال
لانملك حين اقترافها
إلا الشعور بالاشمئزاز والقرف.
يعلبني الضجر
في متن القصائد
فأكتب بأصابع باردة
عن عالم من رخام
وأَستَّلُ الأسئلة سيفاً
قاطعاً للوقت
كم أحتاج ليكون لي
نهار آخر وحياةٌ جديدة؟؟؟
هل من وقت للخوف
والتحليق خارج السرب؟؟
هل من وقت للفكاك
من قيود التاريخ واللغة
والخديعة؟؟؟؟
عندما التقينا
قال:
(كل ما هو حي وجميل
وريث موتى)
أدركت حينهاأن
الأرض أم
وأن علينا
أن ندخل جوفها
والحياة طفل أبدي
عمره آلاف السنين
من أوابد وهياكل من حجر.
القليل من النور يكفي
لتنكمش العتمة
فتمشي الحقيقة على رؤوس أصابعها
بدأت البحث عن ولادةٍ مبتكرة
حيث ما من أحدٍ إلا وينضج
في نهاية الرحلة
ضاقت الحدقة
واتسع المدى
تغير شكل الكلام
والماء والأشياء
أحسست أن القادم
زلزلةٌ فقدت شروطها
والمارون يعتقلون الطريق
وآخرون يسندون
جداراًينهض في وجه الشروق
ويمعنون في تحطيم الخطيئة
حين النسر سربٌ بمفرده
أزهرت الأشجار في دمي
امتلأ فمي بلغة الغابات
رحت أصرخ :
أيها الشعراء توقفوا
عن كتابة الشعر
فالقصائد لم تعد صالحةً
لتنقية الهواء
الشعراء لايلطخون
أيديهم بالسياسة
لكنهم يحتمون بظلها
ما أشبه الشعراء
بالجالسين القرفصاء
أمام الله
وفي الخفاء
يتجرعون النبيذ
مع النساء.
تسلل الفجر
كاشفاً عري الخبايا
حين التقينا مرةً أخرى
تحت مظلة النور
بلا رتوش
ولا تجمل ولا ألوان
عبرنا العشق
على متن القصائد
وبلغنا سدرة الوعي
حين لا شيء يشبه
تاجاً تدحرج أمام ظله.
وربما ننفق كل العمر
لنثقب ثغرة في الجدار
فيمر منها النور
ليضيء درب القادمين.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي