لا صور في ذاكرتي
كل ما أتذكره صوت خطى أقدام رحلت
أحياناً أسمع صوت بكاء أحدهم في رأسي.
بكاء بعيد
ربما كان بكائي القديم
يحدث أنني أرى دموعاً على وجهي حين أضحك.
أمس صادفت وجهي في المرآة
كان شاباً في آخر مرة
متى كبرت؟
ربما هو شيب أمي
فقد رأيتها قبل يومين تشتري دواءً لقلبها.
كثيراً ما أرغب في السؤال عن أصدقائي القدامى
لكنني أمنعني عن ذلك
فمازال ظهري يحاول لم جروحه الكثيرة.
لا أحب الأغاني فهي تفسد الموسيقى
صوت البشر سيء
أننا نفسد كل شيء
هل جربت أن تسمع الناي وحده؟
الأشجار تعرف أين حزننا فتضع الملح عليه.
لدي دفتر قديم
لا أكتب فيه شيء
أحب أن أحتفظ ببياضه
الحبر دموع ملوثة
وهو الأبيض الوحيد المتبقي لي.
حين أتذكر أنه كان لي وطن
أفتح النافذة
عليّ أن أتذكر دوماً
أنه لم يكن لي وطن
وأن النافذة هذه هي لرجل غريب
أستأجرناها قبل أعوام
ليس فقط لم يبق لنا وطن
نحن لا شيء
و لا نملك حتى نافذة.
كان لي زميل في الابتدائية
رأيته وهو شاب
صافحته كثيراً
ما زلت أذكر ضحكتنا تلك.
لكنه ذهب واستشهد
قرر أن يبقى شاباً
وأنا قررت أن أكبر وأبكي كلما تذكرته.
( كاني وار) ما زال طفلاً يلعب في المدرسة
لا أدري لِمَ يشاغب كل يوم
ولا أدري أيضاً لِمَ ما زالت المعلمة تعاقبه!
آلا يكفي أن الرصاص والمجرمين قد عاقبوه؟.
*خوناف أيوب
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي