تاريخ الكورد القديم للأجيال
الجزء السابع
يقول الأستاذ العلامة ( طه باقر ) في مقدمته لكتاب ( صمويل كريمر ) والذي ترجمه الى العربية، بأن السومريين على ماهو مجمع عليه ، المؤسسون الأوائل لمقومات الحضارة والعمران .
ومنهم إقتبس الساميون في بلاد ما بين النهرين أصول حضارتهم .
ولا يقتصر تراثهم الثقافي بكونه أساس حضارة وادي الرافدَين ، بل أنهم أثرّوا في جميع شعوب الشرق الأدنى ويتجلى ذلك في مجالات عديدة ، حيث أن السومريين كانوا أول مَن أوجد وطوّر الكتابة التي عُرفت بعدئذٍ بالخط المسماري وهو الخط الذي إقتبسه معظم شعوب الشرق الأدنى القديم .
المصدر / صمويل كريمر (٢): من ألواح سومر، ترجمة طه باقر، 1970 .
إبتكر السومريون الكتابة في جنوب بلاد ما بين النهرَين في حوالي عام 3000 قبل الميلاد وبذلك بدأ عصر التدوين الذي من خلاله إستطاع الباحثون الإطلاع على الحضارة السومرية والحضارات التي تلت هذه الحضارة .
من أهم الأعمال التي قام بها السومريون :
١ – إختراعهم للكتابة والأرقام
٢- وإبتكارهم للمدن
السومريون هم أول مَن إخترعوا الكتابة والأرقام والتي أخذتها الأقوام الأخرى منهم ، حيث أننا لو تصفحنا الكتب الغربية التي تدرس تأريخ تطور اللغات والأرقام في العالم، لنرى أنها تذكر ذلك وتؤكد عليه .
٣ – السومريون بنوا حضارة متقدمة
حيث طوروا الزراعة والري وإخترعوا المحراث والدولاب والعربة ومخرطة الخزف والقارب الشراعي والبرشمة واللحام والدهان وصياغة الذهب والترصيع بالأحجار الكريمة وعمارة القرميد وإنشاء الصروح وإستعمال الذهب والفضة في تقويم السلع وإبتكروا العقود التجارية ونظام الإئتمان ووضعوا كتب القوانين، وهم أول من إبتكروا الطابوق كوحدة معمارية مصنعة بدل الحجر.
٤ – يُحدّثنا التأريخ أيضاً بأن السومريين تمسكوا بالحق والعدالة والحرية الشخصية وكرهوا الظلم والعنف، حيث وضعوا القوانين لتنظيم حياتهم على ضوء هذه المبادئ الإنسانية.
٥ – تميّز السومريون بالإبداع في الحضارة المادية كأسس العمارة والفنون والنظم الإجتماعية والسياسية والى غير ذلك من مقومات الحضارة التي أثرّت بشكل كبير في تقدم شعوب الشرق الأدنى.
٦ – كما أن السومريين أوجدوا آراءً و تصورات و أفكاراً في الديانة وفي المجالات الروحية والعقلية الأخرى،
وأن الكثير منها دخلَ الى معتقدات الديانة اليهودية والمسيحية وإنتقل الكثير منها الى الحضارة الحديثة.
٧ – أنتج السومريون نتاجاً أدبياَ أصيلاً الذي كان معظمه شعراً وكان تأثيره عميقاً في الأقوام القديمة وإستمر تأثيره الى الحضارة الحاضرة.
٨ – برع السومريون في علوم الموسيقى،
حيث أن التنقيبات الأثرية في مدفن زوجة ملك أور ، الملكة شبعاد ، التي قام بها علماء الآثار البريطانيون في عام 1918، قادت الى العثور على مجموعة من العازفين مع 11 قيثارة ، إضافة لقيثارة كبيرة مكونة من 30 وتراً وهي القيثارة السومرية.
الحضارات اللاحقة قد أخذت معظم العلوم ومنها الموسيقى من الزقورات (أماكن العبادة)، (زقورة أور وزقورة دوركاريكالزو) الواقعة غرب بغداد وكانت زقورات وادي الرافدين قُبلة لأنظار الناس ومنها إستلهم المصريون أهراماتهم وهياكلهم الأولى .
المصدر / (ب. ليرخ (٣): ” دراسات حول الأكراد وأسلافهم الخالديين الشماليين “. ترجمة الدكتور عبدي حاجي، 1992
٩ – تشتهر مقبرة أور الملكية بآثارها النفيسة
حيث يعود معظم هذه القبور إلى عصر فجر السلالات الثالث.
تم إكتشاف أكثر من 2500 مقبرة، وأن 16 مقبرة على الأقل من هذه المقابر هي مقابر جماعية، دُفنت فيها أفراد العائلات السومرية المالكة، حيث كان يتم دفنهم في مقابر جماعية مع حاشيتهم وأتباعهم ومتاعهم وأثاثهم .
المصادر / (طه باقر (٤) : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، الطبعة الأولى، بغداد، عام 1973.
فاضل عبد الواحد علي (٥)، من الواح سومر الى التوراة . بغداد، 1989.
١٠ – كما تم إكتشاف مقابر جماعية تعود لأسلاف الكورد، الكيشيين و في مدينة “نوزي” (مدينة كركوك الحالية) تم أيضاً إكتشاف مقابر جماعية تعود للخوريين في مدينة ماري التي تبعد حوالي 11 كيلومتراً عن بلدة البوكمال الواقعة في سوريا الحالية .
المصدر / (طه باقر (٤): مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، الطبعة الأولى، بغداد، عام 1973.
١١ – أنشأ السومريون ممالك (ممالك المدن)، وكل مملكة تتألف من مدينة واحدة،
مؤلفة من مركز المدينة وضواحيها من حقول وبساتين تابعة لها .
المصدر / (جورج رو (٦) : العراق القديم. ترجمة وتعليق حسين علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام، الطبعة الثانية، 1986م، صفحة 181 – 182).
١٢ – كانت الممالك السومرية مستقلة عن بعضها ولكل مملكة (مدينة) حاكمها وإلهه الخاص بها وتعاقبت على حكمها سلالات كثيرة وكانت تتميز العلاقات بين الممالك السومرية بالعداء والنزاعات والحروب .
(عامر سليمان (٧): العراق في التاريخ القديم، الموصل، 1992.
المصادر
١ – تاريخ الكورد القديم
للدكتور مهدي كاكه يي
المصدر الأساسي لكتاباتي
٢- صمويل كريمر : من ألواح سومر ، ترجمة طه باقر ١٩٧٠
٣ – ب.ليرخ : دراسات حول الكُرد وأسلافهم الخالديين الشماليين ترجمة الدكتور عبدي حاجي ١٩٩٢
٤- طه باقر مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة الجزء الأول الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين ١٩٧٣
٥- فاضل عبد الواحد علي : من ألواح سومر إلى التوراة ١٩٨٩
٦- جورج رو : العراق القديم ترجمة وتعليق حسين علوان حسين ١٩٨٦
٧- عامر سليمان : العراق في التاريخ القديم
١٩٩٢
الكاتبة والدكتورة ڤيان نجار
٣١/ ١٠/ ٢٠٢٢ …. يتبع
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي