من هم الكبارُ فعلا؟
أثبتتْ لي الأيام، أنَّ هناك فئةً من الناس، لا تُشبِهُ غيرَها من الفئاتِ بما تمتلكُهُ من رُقِيٍّ إنسانيٍ وتواضعٍ وسلوكياتٍ رفيعة، نتعلمُ منهم كيف نحترمُ الآخرَ ونُقدِّرُهُ مهما علا شأنُنا بدونِ تصنُّعٍ أو رياء.
تظَلُّ هذه الفئةُ مميزةً بتواضعِها واقترابِها اللافتِ من الناس، تُلامِسُ القلوبَ بعطاءٍ إنسانيٍ أخلاقيٍ نادر.
القصّةُ صغيرةٌ قد تبدو لكم، ولكنَّها كبيرةٌ جداً في عيني وفي نفسي، لأنها من إنسانٍ مخضرمٍ وفنانٍ لافتٍ بمسيرتِهِ الفنيةِ الطويلةِ جدا، كُتبَ عنه الكثيرُ والكثير، عربياً وعالميا.
عاصرَ الكبارَ من الشخصياتِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ والمدنيةِ من كلِّ الجنسيات.
لم تُبدِّلْهُ الأيامُ ولمْ تُغيِّرْهُ التقديراتُ الصادقةُ لهُ ولا عباراتُ المدحِ والثناءِ، ولا الجوائزُ التي حصلَ عليها..
أتكلَّمُ هنا عن الفنانِ والملحِّنِ والمايسترو، الأستاذ مجدي فؤاد بولُس، الذي عزَفَ ورافقَ السيدةَ أمَّ كُلثوم، وعبدَ الحليم حافظ، وفريدَ الأطرش وصباح، ووردةْ الجزائرية، والكثيرَ الكثيرَ من الأسماءِ اللامعةِ في عالمِ الفنِّ والثقافة.
ألتقيتُ به وتعرفْتُ عليهِ عن قرْبٍ بلقاءاتٍ عدّة، في الصالونِ الثقافيِّ للدكتورة المحامية بهية أبو حمَد، وفي مناسباتٍ وأمسياتٍ ثقافيةٍ عدّةٍ ومنها حفلُ توقيعِ مجموعتي الشعرية الثالثة في أستراليا.
وجدْتُ في شخصيتِهِ المتواضعةِ كلَّ السماتِ الأخلاقيةِ الرفيعةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ المميزة.
أخبرتُهُ بالأمسِ بأنّني أضعْتُ كلَّ أرقامِ الأصدقاءِ عن هاتفي وطلبْتُ منه مجدّداً رقمَ هاتفِهِ وأرقاماً أخرى، فلمْ يتأخّرْ، وجدْتُهُ يُرسِلُ لي كلَّ ما أردْتُ، فشكرتُهُ وإذا به يقولُ لي: ((طبعاً بكلِّ سرورٍ وتحت أمرِك ، انتِ المثل ونتّبِعك)).
“لأ بقا، ده حضرتك المثلْ” ونحنُ الذين سوف نتبَعُ خُطاك.
فعلا حضرَتُكَ أستاذُنا ونحنُ نحترمُكَ ونُكِنُّ لك كلَّ التقدير، وسوفَ نظلُّ نتعلمُ من رُقِيِّ تصرفاتِكَ أيُها الكبيرُ بأخلاقِكَ وتواضعِكَ ما حيينا.
سوزان عون
أستراليا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي