(غرفة انتظار عتيقة)
في فضاء يتسع لمدارات
راح يتحدث عن الوحدة والفراغ
جالساً مع فنجان قهوة
يسامر الليل
بكلماتٍ مبحوحةٍ
وأسئلةٍ محيرة
وعباراتٍ
تعبث بأوراق مبعثرة
داهمها الخريف
فهربت من عاصفة
لتلوذ بضباب المكان.
عيناه تحتميان بنظارة الكتابة
ترمقان الورق المتناثر
فوق المنضدة .
كان يردد
(أنا غرفة انتظار عتيقة
مليئةبأزهار ذابلة)
وقتها راوده طيفها
كزهرة أوركيد
ملتفة بوشاحها …
انتشر عبق عطرها
شفت ألوان الطيف زاهية
صار الحنين موسيقى عذبةً
من وهلةالحضور ورجع الفراغ
راح يصرخ :أحتاجك جداً ..وجداً وجداً
أحبك جداً.. و…جداً ..و…جداً
وكطائرٍ ينطلق نحو الحقول المضيئة
جمح خياله
تاركاً
السأم والأحزان الكبيرة
محاولاً أن
يحتمي بظل وردة
ليتعلم لغة الزهور .
ثمة جنانٌ من الورد عابقةٌ بالشذى .
راح يعيد تشكيل الصور
بدهشة شاعر ٍ
وما بين اللهاث
والدخان العابث بالمكان
جاءت تحمل قنديلاً
وفي ثوبٍ من الدانتيل الأبيض
أشاحت العتمة
قالت :أن تكون أحلامك بوسع الكون
فذاك تجلّي
أن تشعر بحالة عدم التوازن وأنت على سطح القمر..
فتلك حقيقة
أما أن تمشط شعري بأصابعك مداعباً،وتنسى القلم ..
فتلك بداية العشق
أن تغادر عالم الضجر الى حيث الشغف ..
فتلك رحلةٌ ..فوق اللجج.
إن العيون الغافية على اشراقها
ليست إلا مرايا مظلمة
افتح النوافذ شرّع الأبواب
قل للعالم أننا نحب
تعال …..
غادر غرفة ً موحشة
ومقعداً وحيداً
فلازال في الوقت متسعٌ للنور والنهار
أحتاجك جداً …وجداً..وجداً
أحبك جداًو جداً وجداً
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي